بدأ عشرات آلاف النازحين الفلسطينيين العودة على الأقدام إلى أحيائهم ومنازلهم المدمرة في قطاع غزة منذ ظهر الجمعة، فور دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس حيز التنفيذ وبدء انسحاب القوات الإسرائيلية من بعض المناطق وفق المرحلة الأولى من الاتفاق الذي ترعاه واشنطن.
وشوهدت حشود تتقدم شمالاً نحو مدينة غزة التي تعرضت لأعنف العمليات العسكرية خلال الأيام الماضية، فيما انتظمت عائلات أخرى في طريق العودة عبر خان يونس المدمرة بصمت ثقيل، يحمل أفرادها ما تبقى من متاع، بينما ظهر طفل يعود وحيداً جالساً على قطع إسفنج وسط الركام في مشهد مؤثر يلخص المأساة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن الطواقم الطبية انتشلت مئة جثة من مناطق مختلفة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي، في مؤشر على حجم الخسائر البشرية غير المعلنة بعد. وفتحت القوات الإسرائيلية بعض الطرق المؤدية إلى المدن للسماح بالتدفق الأول للعائدين من المخيمات المؤقتة، بينما تستمر سيطرتها على نحو نصف مساحة القطاع رغم الانسحاب الجزئي.
وقال إسماعيل زايدة من حي الشيخ رضوان إنه وجد بيته لا يزال واقفاً لكن «الحي بكامله مسح من الخريطة». أما أحمد البريم من شرق خان يونس فعاد بدراجة هوائية محملة بخشب جمعه من أنقاض منزله، قائلاً إنهم لم يجدوا «ما يمكن حمله من العفش أو الذكريات». واعتبر مهدي ساق الله أن مجرد الوقوف فوق أرض الحي، ولو بلا منزل، «يعد فرحة رغم الدمار»، بعد عامين من النزوح والتنقل بين المخيمات.
في المقابل، دعا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الجنرال إيفي ديفرين، السكان إلى عدم دخول المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الإسرائيلية، مطالباً بالالتزام بخطوط الاتفاق لضمان سلامتهم، في وقت تستعد فيه الأطراف لمتابعة تنفيذ بنود الاتفاق على الأرض وسط حذر شديد.