أكد خبراء ومحللون أن المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة — والتي تضمنت وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والأسرى — كانت الجزء الأسهل من العملية، مشددين على أن المرحلة الثانية ستكون أكثر تعقيدًا وقد تواجه عقبات سياسية وأمنية حادة.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن عملية إطلاق سراح الرهائن ووقف الحرب، رغم أنها استغرقت عامين من الوساطة المكثفة وشاركت فيها عواصم عربية وإسلامية إلى جانب واشنطن، تبقى أقل تعقيدًا مما هو قادم في المرحلة التالية.
وتشير الصحيفة إلى أن نزع سلاح حركة حماس وإخراج السلاح بالكامل من القطاع هو البند الأكثر حساسية، إذ تشترط إسرائيل هذه الخطوة قبل أي انسحاب شامل من غزة. كما تتضمن خطة ترامب المكونة من 20 بندًا إنشاء:
قوة دولية لحفظ الأمن
هيئة مؤقتة لإدارة القطاع
برنامج شامل لإعادة الإعمار
لكن هذه الترتيبات المرتبطة بما يُعرف بـ "يوم ما بعد الحرب" كانت أكثر الملفات تعقيدًا، ولذلك تم فصلها عن مفاوضات وقف النار وتأجيلها إلى المرحلة الثانية.
وقال ترامب في منشور على منصة "تروث سوشال": "المهمة لم تنته بعد… المرحلة الثانية بدأت الآن."
ويرى محللون إسرائيليون وفلسطينيون أن تنفيذ الخطة قد يتعثر عند محاولة تطبيق البنود الميدانية، متوقعين أن:
حماس لن تتخلى بسهولة عن كامل سلاحها
الجيش الإسرائيلي قد يرفض الانسحاب الكامل
وفي هذه الحالة، قد يتم التعامل مع غزة بنمط مشابه لطريقة التعامل مع حزب الله في لبنان عبر ضربات جوية متقطعة واستهداف مخازن السلاح عن بُعد
كما شكك المحللون في قدرة وقف إطلاق النار على الصمود طويلًا رغم الضمانات الأميركية.
ويعتبر مسؤولون إسرائيليون أن ما جرى حتى الآن مجرد "تبادل مؤقت"، إذ سُلّمت نصف غزة مقابل الرهائن، بينما يبقى الانسحاب الكامل مرتبطًا بـ تفكيك السلاح وملف إدارة القطاع.
وبحسب "نيويورك تايمز"، فإن حماس تُبدي استعدادًا للانخراط في إعادة الإعمار لكنها تصر على الحفاظ على نفوذ سياسي في مستقبل غزة، فيما لا تزال هوية القوة الدولية، وآلية نشرها، وتمويلها وموقع تدريبها، غير محسومة.
ورغم هذه الشكوك، تؤكد الصحيفة أن المرحلة الثانية ليست محكومة بالفشل مسبقًا، لكنها ستكون ميدان الصراع الحقيقي على مستقبل غزة.
الـــمــــزيــــــــــد
