على الرغم من تأكيد الرئيس السوري أحمد الشرع أن إدارته "لم تستفز إسرائيل" منذ وصولها إلى الحكم في دمشق، وأنها "لا تريد أن تشكّل تهديداً لها أو لأي دولة أخرى"، تواصلت الانتهاكات الإسرائيلية للأراضي السورية، في تصعيد ميداني جديد جنوب البلاد.
وأفادت وكالة الأنباء السورية "سانا" بأن قوة إسرائيلية توغلت صباح الأربعاء في بلدة الصمدانية الشرقية وقرية أوفانيا بريف القنيطرة. وذكرت أن القوة المؤلفة من 8 سيارات عسكرية وآلية ثقيلة من نوع تركس ودبابتين تحركت من محيط تل كروم جبا باتجاه الصمدانية الشرقية، قبل أن تنسحب بعد ساعات نحو مدينة القنيطرة المدمّرة.
وأضافت الوكالة أن قوة أخرى داهمت منزلين في قرية أوفانيا وأجرت عمليات تفتيش قبل الانسحاب.
وأكدت "سانا" أن هذه التحركات تشكّل "اعتداءً متكرراً على السيادة السورية"، معتبرة إياها خرقًا لاتفاق فض الاشتباك لعام 1974 ولقواعد القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة. ودعت دمشق المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم لوقف هذه العمليات.
ويأتي هذا التوغل بعد تصريحات للرئيس أحمد الشرع في مقابلة مع برنامج "60 دقيقة" على قناة CBS NEWS، قال فيها إن استهداف إسرائيل للقصر الرئاسي لم يكن رسالة بل "إعلان حرب مباشر"، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن دمشق لا ترغب في خوض الحروب.
وأضاف الشرع أن على إسرائيل "الانسحاب من أي نقطة احتلتها بعد الثامن من ديسمبر 2024"، مؤكدًا أن سوريا ستكون "منفتحة على الشراكات الدولية التي تحترم سيادتها".
منذ سقوط النظام السابق في 8 ديسمبر الماضي، تقول دمشق إن إسرائيل تخلت عمليًا عن اتفاقية فصل القوات لعام 1974، حيث نفذت توغلات داخل المنطقة منزوعة السلاح، إلى جانب قصف مواقع عسكرية سورية في الجنوب ومحيط دمشق.
كما لم تؤدِّ جولات التفاوض الأخيرة بين الجانبين بشأن اتفاق أمني جديد إلى أي نتائج ملموسة حتى الآن.
الـــمــــزيــــــــــد
