أكد وزير المالية السوري محمد برنية، ثقته بأن العلاقات بين دمشق وموسكو ستشهد تحسناً تدريجياً خلال المرحلة المقبلة، مشدداً على أن أمام روسيا فرصاً "هائلة" للمشاركة في إعادة إعمار سوريا بمختلف القطاعات الاقتصادية.
وقال برنية، في تصريح خاص لوكالة "نوفوستي" على هامش الاجتماعات السنوية لمجالس محافظي صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن، إن "العلاقات ستتحسن تدريجياً، وقد يستغرق الأمر بعض الوقت، لكنها ستتطور خطوة بخطوة".
وأوضح وزير المالية السوري أن مجالات التعاون المحتملة مع موسكو في ملف إعادة الإعمار "لا تقتصر على قطاع واحد"، بل تشمل جميع القطاعات الاقتصادية الحيوية من بنية تحتية واستثمار وخدمات.
وفي وقت سابق من اليوم الأربعاء، أعلن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، عقب المباحثات التي عقدها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الرئيس السوري أحمد الشرع في الكرملين، أن سوريا "حاجة إلى إعادة بناء بنيتها التحتية"، وأن روسيا "مستعدة لتقديم الدعم والمشاركة في هذه العملية". وأكد أن هذه الملفات ستخضع لنقاش تفصيلي خلال المرحلة المقبلة.
وأشار نوفاك إلى أن الجانبين بحثا كذلك فرص التعاون في مجالات الثقافة والإنسان، إضافة إلى تطوير القطاع السياحي والرعاية الصحية، لافتاً إلى أن دمشق أبدت اهتماماً بالحصول على القمح والأدوية الروسية.
كما شدد المسؤول الروسي على أن موسكو مستعدة لمواصلة العمل في حقول النفط داخل سوريا، مشيراً إلى أن الشركات الروسية تمتلك خبرة واسعة في هذا المجال على الأراضي السورية.
ووصل الرئيس السوري أحمد الشرع إلى موسكو، اليوم الأربعاء، في زيارة رسمية هي الأولى منذ توليه السلطة في كانون الأول الماضي، برفقة وفد يضم وزير الخارجية أسعد الشيباني، ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة، وأمين عام رئاسة الجمهورية ماهر الشرع.
وعقد الرئيسان بوتين والشرع جلسة محادثات مغلقة بمشاركة عدد محدود من المسؤولين، حيث أكد بوتين أن العلاقات الروسية السورية "لطالما اتسمت بطابع ودي خاص منذ عقود".
من جانبه، شدد الشرع في مستهل اللقاء على أن دمشق "ستسعى لإعادة ضبط علاقاتها مع موسكو"، مؤكداً أن «الأولوية اليوم هي الاستقرار في البلاد والمنطقة".