"ليبانون ديبايت"
لا يزال الحدث "الغزاوي" يطغى على المشهد العام، في ظل مناخ الترقّب لما سيؤول إليه الإتفاق الذي بدأت تنفيذه في غزة بعد وقف النار، والمسار الذي سيسلكه مستقبلاً. ويرى الخبير العسكري والإستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب، أن "غزة على عتبة مرحلة جديدة وهي تتأرجح اليوم بين موقفين إسرائيلي وأميركي قد اضطُرّ لاتخاذه الرئيس دونالد ترامب، نتيجة الكثير من الضغوطات والمواقف الدولية، والتي كان آخرها الإستنكارات لعدوان إسرائيلي على الدوحة، وقد بات من الصعب التراجع عنه".
أمّا الموقف الإسرائيلي، وفق ما يؤكد العميد ملاعب ل"ليبانون ديبايت"، فهو محكوم بمبدأين، الأول هو أن إسرائيل حقّقت دماراً بشكل هائل ونجحت عسكرياً، ولكن ما زال أهل غزة في القطاع و"حماس" هي من نظّمت سطح غزة، ما يعني أنها خرجت من الأنفاق وأمسكت سطح غزة وتعاملت مع العملاء بقتلهم علناً وأعادت الأمن، وأمسكت كل المناطق التي خرج منها العدو الإسرائيلي، وذلك على مرأى من كل المعنيين بالملف الغزاوي".
إلاّ أن ملاعب، يشير إلى أن الواقع اليوم هو أنه "إذا قال نتنياهو أننا حقّقنا أهدافنا سيتمّ تعييره في إسرائيل بأنه لم يحقّق أهدافه، لأن حركة "حماس" ما زالت موجودة، فيما الجيش الإسرائيلي أصبح منهكاً، بمعنى أنه في ظل العجز عن تحقيق الهدف بعد فشل 3 محاولات، وبالتالي انعدام كل فرص النجاح".
من ناحية أخرى، يتحدث ملاعب عن تصريح خطير لوزير الدفاع الإسرائيلي يقول فيه إنه "طالما أن هناك أنفاقاً في غزة، فلا نستطيع الركون والقول إن هناك سلاماً في غزة، أي أن الإسرائيليين وضعوا قيد وجهتهم ملف الأنفاق، وهذا سبب إسرائيلي لاستمرار الإحتلال وهو القضاء على الأنفاق، وهذا الأمر يستوجب وجوداً إسرائيلياً دائماً في غزة بحجة القضاء على الأنفاق".
وعن واقع أنفاق غزة، يشير ملاعب إلى أنه وفق تحقيق إسرائيلي هناك 1300 نفق، وتبلغ مساحتها من ناحية الطول 500 كلم، ومنها ما يقع على عمق 70 متراً تحت الأرض، وبالتالي يلزم تفكيكها 5 سنوات، موضحاً أن "هذا الواقع كان عندما كانت غزة موجودة، فيما اليوم فإن غزة مدمّرة وكل فوّهات الأنفاق مدمّرة، حتى أن جماعة حماس عاجزون عن الوصول إليها، ما يدل على أن المرحلة مفتوحة على أكثر من 5 سنوات، أي أن إسرائيل ستبقى حتى تقضي على الأنفاق".
وعن احتمال أن يظهر في غزة "سنوار" جديد إذا كان الإحتلال الإسرائيلي سيستمر، يقول ملاعب إنه "ليس بالضروة سنوار جديد، لأنه في كل حركات التحرّر هناك بدائل، وعندما يذهب جيل يأتي جيل آخر وقد يكون أفضل من السابق، لأن هذه الحركات ليست جيشاً، كما أن حركات المقاومة لا تنتظر أي سنوار جديد، ويمكن أن يكون سنوار أو لا يكون في غزة في المرحلة المقبلة".