أكّد النائب حسن مراد، الخميس 16 تشرين الأول 2025، أنّ ما يشهده الجنوب اللبناني من اعتداءات إسرائيلية متكررة يشكّل "انتهاكاً سافراً للسيادة اللبنانية"، معتبراً أن سقوط المدنيين الأبرياء جريمة بحق الإنسانية. وأضاف أنّ "المشروع الإسرائيلي لا يهدد لبنان وحده، بل الأمن القومي العربي بأكمله"، مشدداً على أن دعم الجنوب واحتضان أهله واجب وطني، وأن حماية السيادة "مسؤولية لا يمكن التهاون فيها".
جاء كلام مراد خلال مشاركته في افتتاح السنة القضائية للعام 2025 – 2026، حيث أقام مكتب الحقوقيين في مؤسسات الغد الأفضل حفل الغداء السنوي في ديوان القصر – الخيارة في البقاع الغربي، بحضور نقيب المحامين في بيروت فادي مصري.
وفي مستهل كلمته، قال مراد إن هذا اللقاء "يأتي في مناسبة تلامس جوهر الدولة، وتعيد التذكير بأن لا قيمة لدولة بلا عدالة"، مؤكداً أن اجتماعهم في البقاع يأتي "تأكيداً على الإيمان بدور القضاء الحر المستقل، وبالرسالة النبيلة التي يحملها المحامون، حماة العدالة وصوت الناس".
وأشار إلى أن لبنان يعيش "لحظة لا تحتمل المواربة ولا المجاملة"، في ظل شبه انهيار اقتصادي وعجز سياسي ينهش مؤسسات الدولة. واعتبر أنّ "القضاء هو العمود الفقري لأي دولة"، لكنه تساءل: "كيف يُطلب منه أن يكون ضمير العدالة وهو بلا ضمانات؟".
وأضاف أن الأزمة ليست أزمة قضاء فحسب، بل أزمة نظام وقيم وإدارة، وأن غياب المحاسبة وتفكك الثقة بين الناس والدولة يستدعي إعادة صياغة الحياة السياسية على أساس العمل المؤسساتي والمواطنة لا الزعامات والطائفية.
ودعا مراد إلى "إطلاق حوار وطني حقيقي يعيد تفعيل المؤسسات واحترام الدستور وتطوير التشريعات لحماية حقوق الناس واستقلال القضاء"، مؤكّداً من موقعه في لجنة التربية والثقافة أن "التربية والعدالة وجهان لوطن واحد".
وفي ختام كلمته، وجه تحية إلى فلسطين وغزة، قائلاً: "من الجنوب الصامد إلى فلسطين الجريحة، نحيّي غزة التي انتصرت بصمودها على آلة القتل والحصار".
من جهته، قال نقيب المحامين في بيروت فادي مصري إن العدوان الإسرائيلي "ليس فقط على الإنسان، بل على النموذج اللبناني القائم على التنوع والقبول بالآخر"، مؤكداً أن "لبنان هو النقيض الطبيعي للمشروع الإسرائيلي القائم على العنصرية".
ولفت إلى أن ما يجري في غزة والضفة والقدس هو "عدوان على فكرة التعددية وثقافة العيش المشترك"، معتبراً أن استهداف لبنان يتم "لضرب رسالته القائمة على التنوع والتفاعل بين الثقافات".
وختم داعياً الدولة اللبنانية إلى تحمّل مسؤولياتها في الدفاع عن الوطن وحماية حدوده وشرعيته ومواطنيه، مؤكداً أن "السيادة الحقيقية تبدأ من رفض أي شرعيات موازية والتمسك بالدولة ومؤسساتها".