يرى العميد الركن المتقاعد فادي داوود، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أن "الغارات التي شهدناها يوم أمس، من الناحية العسكرية، يجب وضعها في الإطار السياسي العام، خصوصًا بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيّز التنفيذ، فالجميع يترقّب الخطوة التالية لإسرائيل ويتساءل، ما هي الـ Next Step لإسرائيل؟"
ويشير إلى أنه "كل المعطيات تُظهر أنه بعد أن ركّزت إسرائيل عملياتها على الجبهة الداخلية في الفترة الماضية، ستتفرّغ تدريجيًا للجبهة الشمالية، أي للبنان، وهنا يُطرح السؤال، هل تبدأ العملية العسكرية الإسرائيلية في جنوب لبنان، أم تتجه خارج لبنان نحو إيران، بحيث يُعالج الملف اللبناني من خلال انعكاس ارتباط حزب الله بالمحور الإيراني؟"
ويوضح أن "في إطار الضربات والأهداف المُعلنة، تقول إسرائيل إنها تستهدف البُنى التحتية التابعة لحزب الله، سواء كانت أنفاقًا، أو مخازن أسلحة، أو منشآت تُستخدم لإطلاق الصواريخ أو غرف عمليات أي بُنى تحتية ذات طابع عسكري، وفي جميع الحالات، سواء أكان الهدف ضرب منشآت عسكرية أو إعادة إعمار مناطق متضرّرة، فالنتيجة واحدة بالنسبة إلى إسرائيل، لأنه منذ إتفاق وقف إطلاق النار، تعمل إسرائيل على منع أي عملية لإعادة الإعمار في لبنان قبل تفكيك بُنية حزب الله العسكرية، لذلك، نرى استمرار الضغط الإسرائيلي على هذه البُنى ومنع إعادة ترميمها أو إعادة بنائها".
ويقول: "في كل الأحوال، ما يجري اليوم يُظهر طبيعة الأحداث المقبلة، ويُشكّل مؤشرًا خطيرًا على تطورات محتملة في لبنان خلال الفترة القريبة القادمة، ولا أتوقع حربًا شاملة بالمعنى التقليدي للاجتياح البري، بل سنشهد تصعيدًا في الضربات العسكرية الإسرائيلية وزيادة في حدّتها، وما شهدناه بالأمس كان من أصعب الأيام منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، وأتوقع استمرار تصاعد هذه العمليات".
ويُضيف: "السبب الذي يجعلني أستبعد اجتياحًا إسرائيليًا واسعًا هو أن أيّ قرار بالقيام بعملية اقتحام برّية يتطلّب من الجانب الإسرائيلي تحضيرًا لوجستيًا وأمنيًا كبيرًا، ويعرّضه لنتائج سياسية وعسكرية قد لا يكون مستعدًا لتحمّلها الآن، في الوقت الذي يستطيع فيه تنفيذ الضربات التي يريدها، لذلك، الأرجح أن تتخذ إسرائيل أساليب قتالية مختلفة، من خلال ضربات مركّزة وموسّعة وجولات تصعيدية، بدلًا من شنّ حرب دبابات واجتياح شامل، يعني أن هناك عودة للحرب، لكن بشكل آخر".