ملف الجنوب يتحرك دولياً… قوة أوروبية مرشحة لخلافة "اليونيفيل" بعد انتهاء الولاية

غادر رئيس الجمهورية العماد جوزف عون وعقيلته السيدة نعمت عون مطار رفيق الحريري الدولي متوجّهين إلى العاصمة الإيطالية روما، للمشاركة في القداس الاحتفالي في الفاتيكان لإعلان المطران إغناطيوس مالويان قديسًا. ويُقام القداس اليوم برئاسة البابا ليون الرابع عشر، ويعاونه بطريرك الأرمن الكاثوليك رافائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان، في حدث كنسي تاريخي يحظى باهتمام لبناني ودولي.

وفي موازاة ذلك، كشف مرجع رسمي لبناني كبير لـ«الأنباء» عن احتمال وصول قوة عسكرية أوروبية إلى جنوب لبنان بعد انتهاء مهام قوات اليونيفيل في عام 2027، مشيرًا إلى أن الجيش اللبناني قادر على ملء الفراغ الميداني بعد تعزيز عديده، شرط الانسحاب الإسرائيلي الكامل وضمان وقف الخروقات المتكررة.

وأشار مصدر سياسي بارز إلى وجود اتصالات سياسية رفيعة المستوى بين المسؤولين اللبنانيين والمعنيين بملف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، بهدف صياغة موقف لبناني موحّد يُعرض أمام القوى الدولية الراعية، بالتوازي مع ضغوط دبلوماسية لوقف العدوان الإسرائيلي المتصاعد على لبنان خلال الأسبوعين الأخيرين.

وأضاف المصدر أن رئيس الجمهورية كان سبّاقًا في ملاقاة نتائج قمة شرم الشيخ للسلام عبر طرح مشروع حل عملي وشجاع يستند إلى مبادرة بيروت العربية للسلام 2002، لافتًا إلى أن هذا الطرح نال دعمًا داخليًا وخارجيًا واسعًا، ويكفي إشادة الرئيس الأميركي دونالد ترامب به من على منبر الكنيست الإسرائيلي لتوصيف عون بأنه "رجل ثقة وصانع سلام".

وكشف المصدر عن تقدّم ملحوظ في النقاش مع الحكومة السورية حول الملفات الحدودية العالقة، بعد أن كانت خطوط الترسيم من المحظورات سياسيًا. ولفت إلى أن مجلس الأمن الدولي شجّع صراحة في بيانه الأخير على ترسيم الحدود اللبنانية – السورية، ما يُعيد ملف مزارع شبعا إلى الواجهة، تمهيدًا لحسم ملكيتها وطيّ ذريعة النزاع المسلح بعد تحرير الجنوب في 25 أيار 2000.

وفي هذا الإطار، بحث وزير الخارجية يوسف رجي ووزير الدفاع ميشال منسى خرائط حدودية تسلمتها بيروت من وفد بريطاني يعود تاريخها إلى مرحلة الانتداب الفرنسي – البريطاني على المنطقة.

على خط الانتخابات النيابية، يتكثّف النقاش حول اقتراع المغتربين، مع اقتراح تسوية تقضي بعدم تخصيص ستة مقاعد للمغتربين، والاكتفاء بالسماح لهم بالتصويت داخل لبنان خلال فترة الصيف بدل فتح صناديق في دول الانتشار. وتشير الأرقام إلى أن عدد المسجّلين حتى الآن لم يتجاوز 12 ألفًا فقط، رغم التوقعات بأن يصل العدد إلى 300 ألف مقترع محتمل لو سُمح بالاقتراع في الخارج.

وتتحدث مصادر سياسية مطلعة عن استعدادات جدية لاستقدام آلاف الناخبين من دول الاغتراب، خصوصًا من البيئة الشيعية غير المنتخبة للثنائي، بهدف إحداث خرق في اللوائح المقفلة وتغيير ميزان القوى في بعض الدوائر.