قال مسؤول العلاقات الإعلامية في حركة المقاومة الإسلامية حماس في لبنان محمود طه، في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، إن "ما جرى مؤخراً في غزة من خروقاتٍ إسرائيليةٍ للاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة إقليمية ودولية، يؤكد مجدداً طبيعة العدو الصهيوني التي تقوم على الغدر ونقض العهود والتنصل من الالتزامات".
وأوضح طه أن "هذا السلوك ليس جديداً على الاحتلال، فقد اعتاد الانقلاب على أي اتفاق يبرمه، سواء مع لبنان أو مع الدول العربية التي طبّعت علاقاتها معه، حيث لم يلتزم يوماً بأي تعهد، بل عمد دائماً إلى اختراق الاتفاقات السابقة والتجاوز عليها".
وأشار إلى أن "ما حصل مع قطر من اعتداءٍ سافرٍ واستهدافٍ لمقرٍ كانت تتواجد فيه قيادات من الحركة، يعكس النهج العدواني ذاته القائم على المكر والخداع".
وأكد طه أن "ما جرى في غزة بالأمس هو انقلاب واضح على الاتفاق الذي تم التوصل إليه عبر الوسطاء، محمّلاً الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عمّا حدث، ومشدداً على ضرورة قيام الوسطاء، وعلى رأسهم الإدارة الأميركية، بضغطٍ حقيقي وجاد على حكومة الاحتلال لإلزامها بتنفيذ كافة بنود الاتفاق وعدم التنصل منها".
ولفت طه إلى أن ا"لكيان الإسرائيلي هو كيانٌ قائم على الإرهاب والقتل والتدمير، وأن العالم يقف للأسف متفرجاً أمام ما يجري في غزة ولبنان من اعتداءاتٍ يوميةٍ وانتهاكاتٍ صارخة".
ورأى أن "ما حدث في غزة لم يكن مستغرباً بالنسبة للحركة، التي كانت تتوقع مثل هذا الخرق، لكنها في الوقت نفسه تدعو المجتمع الدولي إلى التعامل بحزم وجدية مع هذه الانتهاكات، وإلزام حكومة الاحتلال باحترام الاتفاقات المبرمة".
وفي تعليقه على الموقف الأميركي، أوضح طه أن "الإدارات الأميركية المتعاقبة، منذ قيام الكيان الصهيوني عام 1948 وحتى اليوم، الولايات المتحدة منحازةٌ بالكامل للاحتلال، وتشكل شريكاً فعلياً في الجرائم التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني".
وأضاف: "نحن لا نعوّل كثيراً على الموقف الأميركي، لكننا ندعو واشنطن إلى مراجعة سياساتها المنحازة، واعتماد نهجٍ عادلٍ ومتوازنٍ في التعامل مع القضية الفلسطينية، ومع قضايا الأمة العربية والإسلامية عموماً".
وفي ما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، أوضح طه أنه "تم التواصل عبر الوسطاء والإدارة الأميركية وبعض الدول من أجل وقف العدوان، الذي أدى خلال الساعات الماضية إلى استشهاد أكثر من 40 فلسطينياً وإصابة المئات في مجزرةٍ مروّعة، وبناءً على التفاهمات، من المقرر أن تدخل إلى قطاع غزة اليوم 400 شاحنة محملة بالمساعدات الغذائية والإنسانية".
ودعا طه الوسطاء إلى "ضمان تنفيذ جميع بنود الاتفاق، بما في ذلك فتح المعابر بشكل دائم لإدخال المواد الغذائية والطبية والوقود والخيام والمنازل الجاهزة لإيواء آلاف الأسر التي فقدت منازلها بفعل العدوان الإسرائيلي المستمر".
وأكد على أن "ما يجري في قطاع غزة مسؤولية يتحملها المجتمع الدولي بأسره، وكذلك الإدارة الأميركية والدول العربية والإسلامية التي تلتزم الصمت أمام الإبادة والحصار والتجويع".
وختم طه: "من المؤسف أن يتحرك العالم سريعاً عندما يتعلق الأمر بالإسرائيليين، بينما يُقتل آلاف الفلسطينيين وتُهدم بيوتهم وتُدفن جثامينهم تحت الأنقاض دون أن يحرّك أحد ساكناً. هذا النفاق الدولي يجب أن يتوقف، وعلى العالم أن يعيد النظر في مواقفه وسياساته تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة".