ردّت السفارة الروسية في باريس على تصريحات رئيس الأركان الفرنسي فابيان ماندون، الذي قال إنّ الجيش الفرنسي يجب أن يكون مستعدًّا لمواجهة روسيا، معتبرةً أنّ تصريحه "يكشف من هو المشعل الحقيقي للحرب".
وجاء في نص تعليق السفارة على قناتها في تلغرام: "لم تكن لدى روسيا، ولا توجد، أيّ نوايا لمهاجمة فرنسا أو أيّ دولة أخرى في الاتحاد الأوروبي، لا الآن ولا خلال 3 أو 4 سنوات قادمة، ولا في المستقبل. ربما الجنرال ماندون نفسه يُعدّ لمثل هذه الخطط، وبذلك يكون قد اعترف علنًا بمن هو المُشعل الحقيقي للحرب".
وأضافت السفارة في تعليقها أنّ تصريح القائد العسكري الفرنسي حول "التهديد الروسي" جاء تزامنًا مع مناقشة الميزانية الجديدة لفرنسا لعام 2026، مرجّحةً أن يكون الهدف من ذلك المطالبة بمزيد من الأموال للإنفاق العسكري في ظلّ محاولات خفض النفقات، ولا سيّما في المجالات الاجتماعية ودخل المواطنين العاديين.
وكان ماندون قد صرّح في وقتٍ سابق أنّ القوات المسلحة الفرنسية يجب أن تكون جاهزة لمواجهة محتملة خلال 3 إلى 4 سنوات، في ظلّ ما وصفه بـ"التهديد الروسي".
وفي المقابل، تشير موسكو إلى أنّ السنوات الأخيرة شهدت نشاطًا غير مسبوق لحلف شمال الأطلسي (الناتو) قرب حدودها الغربية، حيث يوسّع الحلف نطاق مبادراته تحت شعار "احتواء العدوان الروسي".
وقد أعربت روسيا مرارًا عن قلقها من تعزيز الوجود العسكري للحلف في أوروبا. وجاء في بيان سابق لوزارة الخارجية الروسية أنّ موسكو ما زالت منفتحة على الحوار مع الناتو على أساس الندية والمساواة، لكنّها شدّدت في الوقت نفسه على أنّ الغرب يجب أن يتخلّى عن مسار عسكرة القارة.
من جهته، أوضح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقابلة مع الصحافي الأميركي تاكر كارلسون أنّ روسيا لا تنوي مهاجمة دول الناتو، مؤكدًا أنّ السياسيين الغربيين يعمدون إلى تخويف شعوبهم بتهديد روسي وهمي لصرف الأنظار عن مشكلاتهم الداخلية.