"ليبانون ديبايت" - باسمة عطوي
بالرغم من إقرار جميع الجهات الطبية المُختصة بإرتفاع معدل الوفيات، الناتج عن مرض السرطان في لبنان خلال العقدين الأخيرين، لم تُصدر أيا من وزارة الصحة اللبنانية أو منظمة الصحة العالمية إلى اليوم بيانات رسمية دقيقة، تُحدّد معدل الوفيات نتيجة السرطان في لبنان بشكل ثابت لجميع اللبنانيين. لكن الرقم الصادم أتى من لمجلة "ذا ناسيت" (The Lancet) البريطانية، (هي واحدة من أقدم وأهم المجلات الطبية العلمية في العالم، تأسست عام 1823 في المملكة المتحدة)، بعد أن أجرت مؤخرا تحليلا عن عبء مرض السرطان عالميا، فكانت النتيجة تبوّأ لبنان صدارة قائمة الدول التي إزدادت فيها الوفيات الناجمة عن المرض الخبيث بنسبة80 بالمئة بين عامي 1990 و2023، وتلته غينيا الإستوائية بنسبة 72 بالمئة، ولاوس ب55.8 بالمئة. ومن الدول العربية إحتلت العراق المركز السابع بنسبة 42 بالمئة، والمغرب المركز 14 بنسبة 33.5 بالمئة و مصر المرتبة 18 بنسبة 32.9 بالمئة.
الوفيات دليل إخفاق سياساتنا العامة!
بحسب مصدر مطلّع ل"ليبانون ديبايت" "الرقم هو مؤشر واضح على إخفاقات سياساتنا العامة. وحين تُسجّل دولةٌ ما أعلى زيادةٍ في الوفيات بين أكثر من 200 دولة، فإن المشكلة في هذه الحالة ليست في وجود الأمراض السرطانية، فهو أمر مفروغ منه، ونرصده كل يوم في عائلاتنا ومجتمعاتنا الصغيرة. لكن السؤال هل تتحرك السلطات اللبنانية لمواجهة هذا الامر؟"، معتبرا أن "هذا الرقم هو ترجمة لسياسة الإفلات من العقاب الموجودة في لبنان، على كل الصعد الصحية والرقابية وعدم تطبيق القوانين المتعلقة بالتدخين والتلوث، وتكون نتيجها على حساب صحة اللبناني، ناهيك غياب السياسات الصحية المُستدامة، فكل وزير يحرص على إستعراض عضلاته أمام جمهور حزبه ويتباهى بحرصه على إنقاذ وزارته من الحضيض، علما أن الحكم إستمرار، الوزارات ليست أملاكا خاصة لهذه الفئة أو تلك".
يضيف:" بيئيا نحن في حالة مُزرية، نوعية الهواء الذي نتنشقه والمياه التي تروي أراضينا الزراعية، وتربتنا التي تزداد تلوثاً بحسب ما تُشير الكثير من الدراسات العلمية( تلوثنهر الليطاني نموذج صارخ). طيلة عقدين من الزمن، إنتشر التبغ في كل مكان (سجائر ونراجيل) وبأسعار رخيصة، وتعايشنا مع التدخين في الأماكن المغلقة، وجرّدنا القانون 174 من مفاعيله"، مشددا على أنه "بعد الإنهيار المالي، وتفاقم أزمة الكهرباء، تسبب بتفاقم تلوث الهواء الناتجة عن تشغيل المولدات من دون توقف، وهذا أمر له علاقة مباشرة بأمراض القلب والرئة وخطر الإصابة بالسرطان. ومع تراجع القدرة المادية لمعظم اللبنانيين، إنهارت شبكات الفحص والرعاية والتغطية الطبية جراء ارتفاع تكلفة المعيشة، ونقص الأدوية، بسبب عدم توفر المال أو التغطية الطبية".
ويختم:"إرتفاع حالات السرطان في لبنان يعكس أزمة بيئية وصحية مزمنة، تحتاج إلى تدخلات حكومية في السياسات الصحية، البيئية، والغذائية، إضافة إلى تعزيز برامج الوقاية والكشف المبكر".
تجدر الإشارة إلى أنه حسب بيانات سجلّ الأورام الوطني التابع لـوزارة الصحة اللبنانية، تُعدّ الأورام التالية من بين أكثر أنواع السرطان انتشارًا
- Breast cancer (سرطان الثدي) — الأكثر شيوعًا لدى الإناث.
- Lung cancer (سرطان الرئة) — يحتل مركزًا بارزًا بين الرجال والنساء، ويتزايد بسرعة.
- Colorectal cancer (سرطان القولون والمستقيم) — من بين الأنواع الخمسة الأكثر شيوعًا حسب التوقعات.
- Prostate cancer (سرطان البروستاتا) — الأكثر شيوعًا لدى الرجال حسب الدراسات.
- Bladder cancer (سرطان المثانة) — من الأنواع البارزة بين الرجال.
الـــمــــزيــــــــــد
