زار رئيس الحكومة القاضي نواف سلام دار الفتوى في عائشة بكار، حيث استقبله مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان، في لقاء تناول الأوضاع العامة ومسار عمل الحكومة في المرحلة الراهنة.
وخلال اللقاء، علّق الرئيس سلام على إقامته شبه الدائمة في السرايا الحكومي بالقول: «للضرورة أحكام، ومتابعة أعمال الحكومة ووزرائها وشؤون البلاد تتطلب ذلك، ومعظم أوقاتي هي لخدمة لبنان وشعبه».
وأكد سلام أنّ الحكومة لا تتهاون في أي قرار تتخذه، مشدّدًا على وجود إصرار وإرادة وعزم لتحقيق كل ما يصدر عن مجلس الوزراء، الذي «يحرص على تنفيذ قراراته بهدوء ورويّة وحكمة، ضمن إطار الدستور واتفاق الطائف والقوانين المرعية الإجراء، التي تُشكّل بوصلة عمله وفق توجهاتها».
وأضاف، «لن نسمح بالافتراء أو التضليل لمسار النهج البنّاء الذي تتبعه حكومتنا، المستمرة في الإصلاح والعمل لإنقاذ لبنان من براثن العدو الإسرائيلي المستمر في خرقه للسيادة اللبنانية. ولن تألوا الحكومة جهداً على الصعيد الديبلوماسي للتوصل إلى الحل المنشود مع المبعوثين الدوليين، وإعادة البناء والإعمار لكل المناطق التي استهدفها العدو الإسرائيلي».
وأشار سلام إلى أنّ الحكومة تعمل على معالجة الأزمات المتراكمة منذ أعوام، عبر خطوات عملية من خلال الوزارات والمؤسسات المعنية، وبمتابعة دقيقة من الوزراء الملتزمين تنفيذ مندرجات البيان الوزاري. ولفت إلى أنّ هناك تعاوناً وتنسيقاً وزارياً متيناً لإنجاز الاستحقاقات المرتقبة.
واعتبر أنّ التضامن الحكومي هو مفتاح نجاح الحكومة في مواجهة التحديات، مشيراً إلى أنّ مجلس الوزراء يشكّل مكان توافق واتفاق لما فيه مصلحة البلد واللبنانيين.
كما جدد استعداد الحكومة لإجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها المحددة السنة المقبلة (تشرين الثاني 2026)، قائلاً إنّ الأجهزة المعنية في حال تأهّب تام، ومشدداً على أنّ «التمديد للمجلس الحالي أو تأجيل الانتخابات غير مطروح، فهذه فرضيات وتحليلات لا تعني الحكومة». وأكد أنّ الاستحقاق النيابي يجب أن يسمو على أي اعتبار آخر، مشيراً إلى أنّ الحكومة جاهزة لإجراء الانتخابات لتجديد العزيمة والإصرار على نهوض الدولة وتطبيق وثيقة الوفاق الوطني نصّاً وروحاً.
بدوره، دعا المفتي دريان الرئيس سلام إلى الاستمرار في مسار الإصلاح والإنقاذ، واستكمال تطبيق الأنظمة والقوانين لتحقيق العدالة والمساواة بين اللبنانيين، مؤكداً أنّ خيار اللبنانيين جميعاً يجب أن يكون الدولة ومؤسساتها، لأنها الملاذ والحاضنة لكل المواطنين.
وقال المفتي: «ثقتنا كبيرة بشجاعة وحكمة الرئيس نواف سلام، وحزمه وإصراره على أن تكون حكومته مميزة في أدائها ونتائج أعمالها، ليشعر المواطن بأن الدولة وحدها هي ملجأ اللبنانيين، والأقدر على أمنهم ومصالحهم وكراماتهم، من خلال المؤسسات الدستورية على أنواعها».
ومن المقرّر أن يتوجّه الرئيس سلام غداً السبت إلى حاضرة الفاتيكان، حيث يلتقي البابا لاوون الرابع عشر في زيارة رسمية.