اتهم رئيس الإكوادور دانييل نوبوا جهة مجهولة بمحاولة اغتياله عن طريق مواد غذائية مسمومة، بعدما تسلّم شوكولا ومربى تبيّن لاحقًا أنهما يحتويان على مواد كيميائية سامة بتركيز مرتفع جدًا.
وفي مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، قال نوبوا إن فريقه الأمني اكتشف وجود "مواد سامة خطيرة داخل ثلاثة منتجات غذائية قُدّمت له كهدايا خلال مناسبة عامة"، مشددًا على أنّ "الأمر لا يمكن أن يكون محض صدفة"، مضيفًا أنّ السلطات تملك أدلة دامغة تؤكّد ذلك.
وأوضح الرئيس البالغ من العمر 37 عامًا أنّ السموم لم تكن ناتجة عن المكونات أو عن عبوات المنتجات نفسها، لافتًا إلى أنّ الجهة العسكرية المسؤولة عن أمنه قدّمت شكوى رسمية إلى النيابة العامة.
وتُعدّ هذه الحادثة الثانية من نوعها خلال أسابيع، إذ كان موكب نوبوا قد تعرّض في وقت سابق هذا الشهر لهجوم بالحجارة والرصاص خلال تظاهرة غاضبة ضد رفع الدعم عن الوقود، ما أسفر عن أضرار طفيفة في سيارته دون أن يُصاب بأذى. حينها وصف وزير الدفاع جيان كارلو لوفاردو الحادث بـ"محاولة اغتيال"، رغم أنّ التحقيقات لم تكشف عن أدلة مادية مثل فوارغ رصاص أو علامات إطلاق نار واضحة.
وتشهد الإكوادور منذ 22 أيلول الماضي موجة احتجاجات واسعة تنظمها حركة "كونايي" – وهي أكبر منظمة للسكان الأصليين في البلاد – التي عمدت إلى قطع الطرق الرئيسية في عدد من المقاطعات، بينها "بيتشينتشا" التي تضم العاصمة كيتو، احتجاجًا على الارتفاع الحاد في أسعار المحروقات.
وردّ نوبوا على الاتهامات التي وجهها بعض المعارضين الذين رأوا في روايته محاولة سياسية لتصوير المحتجين كعناصر عنيفة وتعزيز شعبيته، قائلاً: "لا أحد يلقي زجاجة حارقة على نفسه... ولا أحد يسمّم نفسه بشوكولا أو يرشق نفسه بالحجارة".
ويستعدّ الرئيس نوبوا لاستفتاء وطني في 16 تشرين الثاني المقبل، يأمل من خلاله الحصول على تفويض شعبي لإقرار دستور جديد يتضمّن إجراءات أمنية مشددة لمكافحة الجريمة المنظمة والاتجار بالمخدرات.
يُذكر أنّ الإكوادور، التي كانت تُعتبر سابقًا من أكثر بلدان أميركا اللاتينية أمنًا، تحوّلت في السنوات الأخيرة إلى ممر رئيسي لتهريب الكوكايين بين كولومبيا وبيرو – أكبر منتجي المخدرات في العالم – وبين أسواق أوروبا وأميركا الشمالية. وقد شهدت البلاد ارتفاعًا غير مسبوق في معدلات القتل والتفجيرات وعمليات الاغتيال وأعمال العنف داخل السجون، بينما يحظى نوبوا بدعم مباشر من الولايات المتحدة في حملته الأمنية، خصوصًا في العمليات البحرية ضد قوارب يُعتقد أنها تنقل المخدرات نحو الأراضي الأميركية.