وإذ يعترف العميد ياسين في حديث إلى "ليبانون ديبايت" أنه لا يمكن معرفة النوايا الأميركية بالنسبة إلى لبنان، إلا أنه يرى أنه بالمنطق، فإن المنطقة على أبواب تغيّرات كبرى، وبالتالي لن يبقى لبنان بعيدًا عن هذه التغيّرات.
ويشير إلى وجود رؤيتين متضاربتين: الأولى تقول بالحرب القادمة، والثانية تقول إن السلام سيحلّ على المنطقة، لكنه يؤكد أن لا سلام يأتي إلا بعد حرب، فهذه ثابتة في العالم كله. ويتساءل: هل كانت الحرب الماضية هي النهاية، أم أن هناك حربًا جديدة على لبنان؟ وبرأيه، لا حلّ "عَ البارد" في لبنان، بل دائمًا ما يأتي "عَ السخن"، ولذلك يرجّح أن يحصل شيء ما قبل أن يأتي الحل النهائي.
أما عن احتمال تغيّرات جغرافية في المنطقة بناءً على المشروع الأميركي، فيذكر أن الأميركي لا يرى في سايكس – بيكو دستورًا لا يجوز المسّ به، لكن من الصعوبة جدًا تغيير هذه الجغرافيا للدول، فالموضوع لا يتعلق بالأرض فقط، بل بموضوع شعب يُسلخ عن أرضه. فلو كانت الأرض غير مسكونة لكان الأمر أسهل، لكن الشعوب من الصعب أن تنسلخ عن أرضها إلا بقرار داخلي من هذه الشعوب بالانفصال.
ويؤكد أنه لو حاول الأميركي تغيير جغرافية المنطقة من دون أن يأخذ برأي الشعوب، فإن الأمر سيكون صعبًا جدًا ويؤسس لحروب ومشاكل مستقبلية، ويأخذ من القضية الفلسطينية مثالًا، لذلك يستبعد حدوث أي تغيير جغرافي واسع.
ويتوقف عند موضوع الجنوب السوري الذي يبدو أنه يؤيد الانسلاخ عن الدولة السورية، وفي غالبيته خالٍ من السكان، لكن في لبنان فالأمر صعب جدًا، لا سيما إذا فكروا في ضمّ الجنوب إلى إسرائيل، فهذا الشعب لن يقبل، وإذا تم ترحيله فسيبقى في ثورة دائمة وسيخلق مشاكل، كما فعل الشعب الفلسطيني الذي سُلخ عن أرضه، لذلك استمرت المشاكل على صعيد العالم العربي منذ العام 1948 إلى اليوم.
ويرى أن الأمر ليس بمزحة ولن يجري كما ترغب أميركا، لكن الأمور قد تذهب بالاتجاه السياسي بعد أن طلب الأميركي أن يكون الشرق الأوسط شرق سلام بدل أن يكون شرق نزاع، إلا أن هذا الأمر يحتاج إلى شروط أساسية، أبرزها تحقيق الحقوق العربية بدولة فلسطينية. وبعد تأمين هذه الشروط يمكن دعوة الدول العربية إلى التطبيع والسلام.
ويختم ياسين بالتأكيد على أن الشروط الأساسية لتحقيق السلام لا يقوم بها الأميركي، إذ لا يتعدى الأمر مطالبة كلامية بالسلام، من دون أن يمارس أي ضغط على إسرائيل لإعطاء الدول العربية حقوقها قبل فرض السلام، معتبرًا أنه لا يمكن فرض السلام بالقوة.