بعد تصريحات ترامب... تصعيد كلامي بين تل أبيب وواشنطن

شنّ القنصل الإسرائيلي السابق في نيويورك آلون بينكاس هجوماً لاذعاً على الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على خلفية تصريحاته الأخيرة التي دعا فيها إلى العفو عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وإطلاق سراح القيادي الفلسطيني مروان البرغوثي.

وفي مقابلة عبر إذاعة 103FM العبرية صباح الجمعة، تناول بينكاس العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة في ظل إدارة ترامب، واعتبر أن تصرفات الأخير "تشكل تدخلاً صارخاً في الشؤون الداخلية الإسرائيلية"، قائلاً:

"يأتي شخص، صحيح أنه رئيس الولايات المتحدة، لكنه رئيس دولة أجنبية، ويتدخل بشكل فاضح في قضايانا الداخلية".

وأضاف بينكاس أنّ ترامب لا يفهم طبيعة النظام السياسي في إسرائيل، موضحاً أنّه "يعتقد أنّ الرئيس الإسرائيلي يملك صلاحية العفو كما في الولايات المتحدة، حيث عفا ترامب عن نفسه، وهو لا يدرك أن الأمر مختلف تماماً".

وتابع: "ما معنى أن يطالب ترامب بالعفو عن نتنياهو؟ أو أن يتحدث عن مستقبل مروان البرغوثي؟ هذا تدخل سياسي سافر، ولا يحق له طرح مثل هذه المسائل إطلاقاً".

وفي تعليقه على دعوة ترامب للإفراج عن البرغوثي، شدّد بينكاس على أنّ "نتنياهو لا يمكنه أن يوافق على ذلك"، مضيفاً بسخرية: "إذا طالب ترامب بالإفراج عن مجرم مثل غوئيل راتزون، فهل سنناقش هذا الطلب أيضاً؟".

ورأى القنصل السابق أن ترامب يتعامل مع الملفات الدولية بعقلية تجارية قائمة على المقايضة، قائلاً: "كل شيء بالنسبة له هو صفقة. ليس لدى إسرائيل ما تقدّمه له، بينما لدى السعودية وقطر والإمارات ما يمكنهم تقديمه. الشيء الوحيد الذي كان بوسع إسرائيل أن تعرضه مقابل الدعم الأميركي في قصف إيران هو وقف إطلاق النار في غزة، وترامب يعتبر أنّ نتنياهو خالف وعوده أكثر من مرة".

وأشار بينكاس إلى تقرير لموقع بوليتيكو تحدّث عن "غضب هائل" في واشنطن بعد ردّ إسرائيل على خرق وقف إطلاق النار في غزة، مؤكداً أنّ ذلك كان سبباً في تشدّد نائب الرئيس جي دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو في خطابيهما تجاه تل أبيب.

وفي ما يشبه الاعتراف الصريح بطبيعة العلاقة مع واشنطن، قال بينكاس: "العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة غير متكافئة. نحن نوع من دولة عميلة، واستفدنا من ذلك على مدى عقود، لكن نتنياهو تجاوز الخطوط الحمراء في التعامل مع واشنطن".

وأضاف أنّ "ترامب ملّ من المناورات الإسرائيلية، وقرر أن يذكّر نتنياهو من هي القوة العظمى فعلاً في هذه العلاقة"، مشيراً إلى أنّ "هذه المرة لا يمكن لنتنياهو أن يلعب لعبته المعتادة كما فعل مع الإدارات السابقة من أوباما إلى بايدن، لأن إدارة ترامب جمهورية ولا تنطلي عليها تلك الحيل".

وختم بينكاس حديثه بالإشارة إلى استطلاع أجرته وكالة رويترز أظهر أن 59% من الأميركيين يؤيدون اعتراف واشنطن بدولة فلسطينية، معتبراً أن هذا التحول في الرأي العام الأميركي يعكس "تراجعاً كبيراً في التعاطف مع إسرائيل".