حذّرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية من أنّ المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تنبّه إلى خطر كبير يواجه الجيش الإسرائيلي، يتمثل في عجز الميزانية الحالية عن تلبية احتياجات الدفاع في مواجهة التهديدات الجديدة.
وذكرت الصحيفة أنّ أحد الدروس الأساسية المستخلصة من حرب السابع من تشرين الأول ضد حركة حماس في غزة، والتي امتدت لأكثر من عامين على ثماني جبهات مختلفة، هو ضرورة بناء قوة عسكرية شاملة، لا من حيث عدد القوات فقط، بل من حيث حجم المخزون العسكري والذخائر.
وأشارت إلى أنّ الجيش الإسرائيلي استعدّ لحرب تستمر شهراً واحداً فقط، قابلة للتمديد أسبوعين إضافيين، مع إدارة المعارك على جبهتين: حزب الله في الشمال كجبهة رئيسية، وحماس في الجنوب كجبهة ثانوية، إلا أنّ التطورات الميدانية أجبرته على الانخراط في مواجهات متعددة الجبهات، ما أدى إلى نقص حاد في الذخائر والموارد.
وبحسب التقرير، اضطر الجيش إلى الاستعانة بنحو 900 طائرة نقل و150 سفينة مساعدة، معظمها من الولايات المتحدة، لتأمين المعدات، إلا أن ذلك لم يكن كافياً، في ظل النقص في إنتاج الأسلحة داخل إسرائيل.
وأكدت الصحيفة أنّ وزارة المالية ترفض تحويل الأموال المطلوبة لبناء القوة العسكرية، فيما لا يستطيع قادة المؤسسة الأمنية الإفصاح علناً عن حجم النقص في العتاد حتى لا تنكشف الثغرات أمام الأعداء.
وتبلغ الالتزامات المالية لإسرائيل في عام 2026 نحو 100 مليار شيكل (حوالي 30 مليار دولار)، تشمل عقوداً سابقة وتكاليف الاحتياط، بينما يقدّر الجيش حاجته إلى ميزانية بقيمة 150 مليار شيكل، في حين من المرجّح أن تقرّ الحكومة ميزانية تتراوح بين 110 و120 مليار شيكل فقط.
وقال مسؤول أمني للصحيفة: "ما نحصل عليه اليوم بالكاد يكفي لإعادة تعبئة المستودعات، لكنه لا يتيح بناء قوة جديدة. لا يمكننا الحديث علناً عن الفجوات، ووزارة المالية تستغلّ ذلك لتقليص الدعم".
وفي المقابل، شدّد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش على ضرورة الحفاظ على الانضباط المالي، قائلاً إن "الميزانية يجب أن تعكس المسؤولية، وتشجّع النمو، وتخفّف العبء الضريبي"، مؤكداً أنّ وزارته تسعى إلى الخروج من الحرب بعجزٍ مسيطر عليه.
ولفتت "يديعوت أحرونوت" إلى أنّ اللجنة العامة برئاسة يعقوب ناغل، التي تقيّم احتياجات الجيش للسنوات المقبلة، حذّرت من تصاعد الخطر التركي في الساحة السورية، معتبرة أنّ عداء الرئيس رجب طيب أردوغان لإسرائيل قد يشكّل تحدياً استراتيجياً إضافياً.
كما دعت اللجنة إلى تعزيز الحدود الشرقية مع الأردن، التي تعاني من ثغرات أمنية خطرة، مشيرة إلى أنّ بناء حاجز دفاعي هناك قد يكلّف نحو 5 مليارات شيكل، في ظل مخاوف من زعزعة استقرار المملكة الأردنية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمنيين قولهم: "إسرائيل أمام واقع استراتيجي جديد، والتحديات تتزايد من لبنان إلى غزة وسوريا وحتى الحدود الشرقية. الدروس المستخلصة من 7 تشرين الأول لا تقتصر على تلك الليلة، بل على سنوات من سوء التقدير".