اقليمي ودولي

سبوتنيك
الجمعة 24 تشرين الأول 2025 - 21:23 سبوتنيك
سبوتنيك

جريمة بيئية ممنهجة... السنديان السوري ضحية إسرائيل

جريمة بيئية ممنهجة... السنديان السوري ضحية إسرائيل

تواصل القوات الإسرائيلية منذ أشهر عمليات تجريف واقتلاع لأشجار السنديان المعمّرة داخل محمية جباتا الخشب في محافظة القنيطرة جنوبي سوريا، مستخدمة آليات ثقيلة لنقل هذه الأشجار إلى الجانب المحتل من الجولان، في ما وصفه ناشطون وخبراء بـ"جريمة بيئية ممنهجة تهدف إلى طمس الهوية الطبيعية السورية للمنطقة".


ووفق ما نقلته وسائل إعلام سورية، فإنّ عمليات الاقتلاع بدأت في حزيران الماضي، حين أدخلت القوات الإسرائيلية جرافات وشاحنات ضخمة إلى أطراف المحمية، وشرعت في تحميل أشجار السنديان القديمة ونقلها إلى داخل الأراضي المحتلة.


وقال مصدر في مديرية زراعة القنيطرة لقناة تلفزيون سوريا إنّ القوات الإسرائيلية "تقوم بتغليف جذوع الأشجار بمواد خاصة للحفاظ عليها حيّة أثناء النقل، ما يدلّ على أنّ الهدف ليس الأخشاب بل الشجرة نفسها".


شهادات أهالي بلدتي جباتا الخشب وطرنجة أكدت أنّ وتيرة التجريف تسارعت في تشرين الأول الجاري، وأنّ الشاحنات الإسرائيلية تُشاهد بشكل شبه يومي وهي تنقل الأشجار المغلّفة إلى الجولان المحتل.


ويقول خبراء بيئة إنّ "كل شجرة سنديان تمثّل نظاماً بيئياً مصغّراً، إذ تؤوي أنواعاً من الطيور والثدييات، واقتلاعها يعني تدمير توازن طبيعي عمره مئات السنين"، مشيرين إلى أنّ العملية "تخدم مشروعاً يُعرف بالاستيطان الأخضر"، أي محاولة إظهار الجولان كمشهد طبيعي "إسرائيلي" مزدهر بلا هوية سورية.


ويضيف الخبراء أنّ أشجار السنديان السوري من أغلى الأشجار عالمياً، ليس فقط بسبب قيمتها الخشبية بل لما تمثّله من مخزون جيني فريد تأقلم مع البيئة الجبلية عبر مئات السنين، مؤكدين أنّ نقلها إلى المستوطنات يتيح لإسرائيل استخدامها في مشاريع التحريج والاستنساخ الوراثي، ما يوفّر عليها سنوات من الأبحاث.


ناشطون بيئيون أكدوا أن "قضية جباتا الخشب لا تحظى باهتمام دولي كافٍ"، وأنّ السكوت على هذه الانتهاكات يسمح لإسرائيل "بارتكاب المزيد من الجرائم البيئية في القنيطرة".


وتُعدّ محمية جباتا الخشب من أهم المحميات الطبيعية في جنوب سوريا، وتبلغ مساحتها نحو 133 هكتاراً، وتضمّ أنواعاً من الأشجار كالسنديان، والبلوط، والزعرور، والخوخ البري، فضلاً عن طيور وحيوانات نادرة.


ويُعتبر المساس بهذه المحميات انتهاكاً لاتفاقية لاهاي لعام 1954 الخاصة بحماية الممتلكات الثقافية والطبيعية أثناء النزاعات المسلحة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة