استمعت محكمة غزة الرمزية المنعقدة في إسطنبول، إلى شهادات صادمة عن جرائم إبادة جماعية وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، ارتكبتها القوات الإسرائيلية خلال عدوانها المتواصل على قطاع غزة.
والمحكمة مبادرة دولية مستقلة أُسّست في لندن في تشرين الثاني 2024، بمشاركة أكاديميين ومدافعين عن حقوق الإنسان وممثلين عن منظمات مدنية، رداً على ما وصفوه بـ"فشل المجتمع الدولي في تطبيق القانون الدولي بخصوص غزة".
وعقدت المحكمة جلستها، أمس الخميس، بعنوان "التهم وشهادات الشهود"، في إطار جلساتها الختامية على أن تصدر قرارها النهائي يوم الأحد المقبل.
انضمّ الأكاديمي الفلسطيني حيدر عيد، المقيم حالياً في جنوب أفريقيا، إلى الجلسة عبر الإنترنت، حيث روى معاناته من التهجير القسري المتكرر وفقدانه 54 فرداً من عائلته و39 زميلاً أكاديمياً و280 طالباً من جامعة الأقصى.
وقال عيد: "القادة السياسيون والعسكريون في إسرائيل بدأوا إبادة جماعية لتسوية وطني غزة أرضاً... ما يحدث شرّ مطلق، والهجمات استهدفت المدنيين عمداً وجعلت غزة غير صالحة للحياة".
وأشار إلى أن جذور الإبادة الحالية تعود إلى نكبة عام 1948.
من جهتها، وصفت المحامية الفلسطينية وأستاذة القانون في جامعة روتجرز الأميركية نورا عريقات ما يجري في غزة بأنه انهيار شامل للقانون الدولي، مؤكدة أن "الأنظمة القضائية الدولية أخفقت في محاسبة إسرائيل".
وأضافت عريقات أنّ إسرائيل هجّرت 80% من الفلسطينيين ودمرت أكثر من 500 قرية بين عامي 1947 و1949، وما زالت تنعم بـ"الإفلات من العقاب"، بفضل الدعم الأميركي المتواصل.
وأكدت أنّ الإبادة المستمرة منذ عامين أسفرت عن استشهاد أكثر من 68 ألفاً و280 فلسطينياً وإصابة 170 ألفاً آخرين، وتدمير نحو 90% من البنى التحتية المدنية في القطاع.
قدّم الناجي رضوان أبو معمر شهادة مؤلمة عن مجزرة خان يونس، قائلاً إن عشرات المدنيين احتموا بمنزلٍ ظنّوه آمناً لمدة 18 يوماً، قبل أن تستهدفه الطائرات الإسرائيلية في 20 كانون الأول 2023، ما أسفر عن استشهاد 30 شخصاً، معظمهم نساء وأطفال.
وروى أبو معمر باكياً: "كانت أسوأ لحظة في حياتي... وجدت والدي وأخي بين الجثث، وفقدت أمي وابنة أختي الصغيرة من الخوف".
كما قدّمت الشاهدة سمر أبو فورة رواية مروّعة عن الانتهاكات في المعابر الحدودية، مشيرة إلى أنّ جنوداً إسرائيليين أهانوا النساء واعتدوا عليهن بالضرب أمام ذويهن.
وفي شهادة أخرى، قال محمود الخطيب إنّ القوات الإسرائيلية "ارتكبت إعدامات جماعية بحق شبان في رفح، بعدما دفعتهم داخل حفرة وأطلقت النار عليهم أمام ذويهم".
تتناول جلسات المحكمة محاور عدّة من بينها: الجرائم ضد المدنيين، تدمير البنية التحتية، التواطؤ الدولي، المقاومة، والتضامن.
وتتزامن مع تنظيم فعاليات إنسانية وحقوقية في إسطنبول لتسليط الضوء على المجازر التي ارتكبت في القطاع خلال الحرب.