اقليمي ودولي

العربية
السبت 25 تشرين الأول 2025 - 08:48 العربية
العربية

آثار حرب غزة "ستمتدّ أجيالاً"... كارثة إنسانية بلا نهاية

آثار حرب غزة "ستمتدّ أجيالاً"... كارثة إنسانية بلا نهاية

على الرغم من هدوء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة ووقف إطلاق النار، مع بدء البحث في المرحلة الثانية من اتفاق غزة وإعادة الإعمار، إلا أنّ الحرب الدامية التي استمرت سنتين تركت آثاراً عميقة، يُتوقّع أن تمتد لأجيال عدّة، وفق تحذيرات أممية متزايدة.


فقد أكّد صندوق الأمم المتحدة للسكان أنّ تأثيرات سوء التغذية التي شهدها القطاع خلال الأشهر الماضية "ستمتدّ أجيالاً"، مسبّبةً مشكلات صحية طويلة الأمد للأطفال الذين يولدون حالياً في غزة. وأوضح ممثل الصندوق، أندرو سابرتون، أنّ واحداً من كل أربعة سكان في القطاع يعاني من الجوع، بينهم 11,500 امرأة حامل.


وأشار إلى أنّ 70% من المواليد الجدد يولدون خدّجاً وبوزن منخفض، مقارنة بـ 20% فقط قبل اندلاع الحرب في 7 تشرين الأول 2023، مضيفاً أنّ ثلث حالات الحمل حالياً عالية الخطورة، وأنّ معدّل وفيات الأمهات مرتفع بشكل مقلق.


ولا يقتصر الخطر على سوء التغذية، إذ يعاني القطاع من نقص حاد في الأدوية ودمار شبه كامل للبنى التحتية الطبية، حيث تضرّر أو دُمّر 94% من مستشفيات غزة، فيما لا توفّر سوى 15% من المؤسسات الصحية خدمات توليد طارئة. كما طاول الدمار المدارس والجامعات، وسط انقطاع متواصل للكهرباء وندرة المياه الصالحة للشرب، رغم دخول بعض المساعدات بعد وقف النار.


وفي السياق، أكدت منظمة الصحة العالمية، الخميس الماضي، الحاجة إلى سبعة مليارات دولار على الأقل لإعادة بناء النظام الصحي في غزة. وقال المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، إنّ "لا مستشفى واحداً يعمل بكامل طاقته في غزة، فيما لا تزال 14 من أصل 36 فقط تعمل جزئياً، وسط نقص فادح في الأدوية والتجهيزات والطواقم".


من جهتها، حذّرت اليونيسف من خطر ضياع جيل كامل من أطفال غزة. وقال المدير الإقليمي للشرق الأوسط، إدوار بيغبيدير، إنّ 85% من المدارس دُمّرت أو لم تعد صالحة للاستخدام، فيما تُستخدم أخرى كملاجئ للنازحين، ما قد يعني سنة ثالثة أو رابعة بلا تعليم لأطفال القطاع.


وفي موازاة ذلك، قدّر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي كلفة إعادة إعمار غزة بنحو 70 مليار دولار، في عملية قد تمتد لعقد أو أكثر بسبب حجم الدمار الهائل، إذ دُمّر 193 ألف مبنى، أي ما يعادل 78% من مباني القطاع، فيما بلغت نسبة الدمار في مدينة غزة وحدها 83%.


كما دُمّرت 90% من البنية التحتية، بما في ذلك شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، وتضررت 68% من شبكة الطرق. وبلغت كمية الركام المتراكم في أنحاء القطاع 61.5 مليون طن، أي ما يعادل 6 آلاف مرة وزن برج إيفل أو 170 مرة وزن ناطحة "إمباير ستايت" في نيويورك.


وإلى جانب الدمار، خلّفت الحرب آلاف الأطفال اليتامى، إذ تشير تقديرات اليونيسف إلى أنّ نحو 17 ألف طفل في غزة أصبحوا غير مصحوبين أو منفصلين عن ذويهم، أي فقدوا أحد الوالدين أو كليهما.


كما تبقى آلاف القنابل غير المنفجرة تهديداً قائماً، إذ تُقدّر دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام (UNMAS) وجود نحو 7,500 طن من الذخائر غير المنفجرة في القطاع، وقد تستغرق عملية إزالتها نحو 14 عاماً.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة