أعلنت تركيا، اليوم السبت، عن تنفيذ تجربة ناجحة لصاروخ باليستي جديد ضمن برنامجها الوطني لتطوير منظومات الدفاع، في خطوة تهدف إلى تقليص الاعتماد على التكنولوجيا الأجنبية وتعزيز الاستقلالية العسكرية للبلاد، وفق ما أفادت به صحيفة "يني شفق" التركية.
وأوضح رئيس الصناعات الدفاعية التركية خالوق غورغون أن التجربة تمت بنجاح، مؤكدًا أن تطوير الصاروخ يأتي ضمن "خطة متكاملة لرفع قدرات تركيا الصاروخية"، مشيرًا إلى أن "المدى يزداد والدقة تتحسن مع كل تجربة جديدة". ووجّه غورغون شكره لشركة "روكيتسان"، المصنعة الرئيسية لأنظمة الصواريخ في تركيا، على دورها في إنجاز المشروع.
ويأتي هذا الاختبار بعد نجاح أنقرة في شباط الماضي بتجربة صاروخ "تايفون" قصير المدى، فيما تستعد الشركة لإطلاق النسخة المطوّرة "تايفون بلوك-4" خلال الأشهر المقبلة، ما يشير إلى تسارعٍ في تطوير الترسانة الصاروخية التركية على مستويات مختلفة من المدى والقدرة التدميرية.
ويرى محللون أن هذه الخطوة تعزز مكانة تركيا كقوة صاعدة في مجال الصناعات الدفاعية، إذ تسعى أنقرة إلى تحقيق اكتفاء ذاتي في إنتاج الأسلحة وتوسيع صادراتها إلى الأسواق الدولية، خصوصًا في ظل تنامي الطلب العالمي على البدائل غير الغربية لمصادر التسليح التقليدية.
بالتوازي، كشف مصدر في وزارة الدفاع التركية لوكالة "رويترز" أن أنقرة تواصل مساعيها للحصول على أنظمة دفاعية متطورة من دول حليفة في الناتو، إلى حين اكتمال مشروع الطائرة القتالية المحلية "KAAN". وتخوض تركيا مفاوضات لشراء 40 مقاتلة "يوروفايتر تايفون" الأوروبية، إلى جانب طائرات F-16 وF-35 الأميركية.
ويأتي تسارع البرنامج الدفاعي التركي في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، إذ أبدت أنقرة قلقًا من الضربات الجوية الإسرائيلية في كل من سوريا وإيران ولبنان، والتي اعتبرتها مؤشرات على اختلال ميزان القوة في الشرق الأوسط، ما دفعها إلى تعزيز قدراتها الجوية والردعية لتضييق الفجوة مع إسرائيل، التي تُعدّ القوة العسكرية الأكثر تقدمًا في المنطقة.
في هذا السياق، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المجتمع الدولي إلى فرض عقوبات على إسرائيل ووقف مبيعات الأسلحة لها، متهمًا إياها بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وقال في تصريحات نقلتها "رويترز" خلال عودته من جولة خليجية:
"بينما تلتزم حماس بوقف إطلاق النار، تواصل إسرائيل خرق الاتفاق، ويجب إرغامها على احترام التزاماتها عبر إجراءات حازمة".
ويرى مراقبون أن الجمع بين التحرك السياسي ضد إسرائيل والتطور العسكري السريع في تركيا يعكس توجّهًا جديدًا لدى أنقرة نحو ترسيخ موقعها كقوة إقليمية وازنة تمتلك قرارها الاستراتيجي وقدرتها الدفاعية المستقلة.