تتزايد المؤشرات على تصعيد ميداني متسارع في الجنوب، بالتزامن مع تحركات دبلوماسية أميركية مكثّفة تهدف إلى احتواء التوتر ومنع انزلاق الأوضاع إلى مواجهة شاملة.
فقد أفادت مصادر قناة "العربية" و"الحدث" أنّ الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، الموجودة حاليًا في إسرائيل، ستصل إلى بيروت غدًا الاثنين للمشاركة في اجتماع مخصص لمتابعة التطورات الميدانية والتنسيق بشأن خفض التصعيد ومنع تسليح حزب الله.
ويشمل جدول الزيارة لقاءات مع عدد من المسؤولين اللبنانيين للبحث في سبل استعادة الهدوء على الحدود الجنوبية، في وقت تستمر فيه الغارات الإسرائيلية التي طالت الليلة الماضية بلدة القليلة – قضاء صور، وأدت إلى استشهاد محمد أكرم عربية، وهو أحد عناصر حزب الله، بعد استهدافه بصاروخ من طائرة مسيّرة إسرائيلية أثناء مروره على طريق عام البلدة.
وتُعدّ هذه الغارة الثانية خلال أقل من 24 ساعة، بعد استهداف مماثل أعلن الجيش الإسرائيلي أنه طال قائدًا ميدانيًا في منظومة الصواريخ المضادة للدروع التابعة لحزب الله.
وفي الأيام الأخيرة، تصاعدت في الإعلام الإسرائيلي تسريبات وتحليلات تشير إلى تحضير تل أبيب لعملية عسكرية واسعة ضد حزب الله في لبنان، بالتزامن مع مناورات عسكرية مكثفة قرب الحدود الشمالية تحاكي سيناريوهات حرب جديدة. وتشير تقديرات أمنية إلى أنّ إسرائيل قدّمت أكثر من 1700 شكوى إلى الأمم المتحدة بشأن ما تصفه بـ"خروقات حزب الله للتفاهمات القائمة".
وفي المقابل، تؤكد السلطات اللبنانية الرسمية تمسكها بالآليات الدبلوماسية المعتمدة عبر لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، وتعتبر أنّ أي تفاوض محتمل يجب أن يتم برعاية الأمم المتحدة والولايات المتحدة، فيما يتخوف الشارع اللبناني من احتمال توسّع العمليات البرية أو استمرار سلسلة الغارات الجوية التي تعرقل في الوقت نفسه خطة إعادة الإعمار في الجنوب.
وتأتي زيارة أورتاغوس ضمن زحمة تحركات دولية متواصلة إلى بيروت، في ظل محاولات واشنطن الحفاظ على التوازن بين الضغط على إسرائيل لمنع التوسّع الميداني، وحضّ لبنان على الالتزام بضوابط التهدئة التي تفرضها واشنطن في إطار التنسيق الإقليمي.
الـــمــــزيــــــــــد
