"ليبانون ديبايت"
في مشهد إنساني داخل الصرح البطريركي في بكركي، غلبت مشاعر التأثّر والحزن على البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، خلال قداس الأحد الذي أُقيم إحياءً لذكرى وفاة ابن عمّه الراحل، الذي رحل باكرًا وهو في ربيع العمر.
وخلال العظة التي ألقاها أمام حشدٍ من المؤمنين، كان أفراد عائلة الفقيد – زوجته وأولاده – في الصفوف الأمامية، وقد ارتسمت على وجوههم ملامح الأسى، فيما انهمرت دموعهم تأثّرًا بكلمات الراعي التي حملت مشاعر إنسانية عميقة عبّرت عن حزنٍ عائليّ وأبويّ صادق.
ومع تصاعد التأثّر، توقّف البطريرك عن الكلام وقد اغرورقت عيناه بالدموع، في لحظة صمتٍ عمّت الكنيسة وأثّرت في جميع الحاضرين، قبل أن يتولى النائب البطريركي العام المطران حنا علوان إتمام العظة وسط جوّ من الخشوع والتعاطف الكبير.
المشهد الذي وثّقته الكاميرات ترك أثرًا واضحًا في نفوس المشاركين، عاكسًا البعد الإنساني العميق في شخصية البطريرك الراعي، الذي لطالما شدّد في عظاته على القيم الروحية التي تجمع بين الألم والرجاء.
وأكد الراعي في كلماته أنّ الحزن، مهما اشتدّ، لا يُلغي الإيمان، بل يعمّقه ويمنح معنى أسمى للحياة، مشددًا على أنّ الإيمان الحقيقي يتجلى في الصبر والرجاء رغم الألم.