أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الأحد، بأن الجيش الإسرائيلي انسحب من منطقة البحث عن جثث المحتجزين في غزة، وسط ضغوط من الوسطاء الدوليين ومخاوف من صدام مع حركة "حماس".
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن "الجيش انسحب من منطقة البحث داخل غزة تحت ضغط من وسطاء دوليين، وبسبب القلق من أن استمرار النشاط قد يؤدي إلى مواجهة مع عناصر حماس".
وجاء الانسحاب مع مرور اليوم الخامس على التوالي دون استعادة جثث الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى الحركة.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، أن بلاده ستقرر وحدها متى توجه ضرباتها لأعدائها، وأنها هي من تحدد أي الدول يمكنها الانضمام إلى القوة الأمنية الدولية التي من المقرر نشرها في غزة.
وبموجب الهدنة التي تم التوصل إليها بوساطة أميركية بين حماس وإسرائيل، من المقرر نشر قوات تضم عناصر من دول عربية وإسلامية لتتولى مهمة تأمين القطاع.
وتعارض إسرائيل أي دور لتركيا التي تعتبرها خصمًا إقليميًا. وسحبت إسرائيل بموجب الهدنة قواتها داخل غزة إلى ما يُعرف بـ"الخط الأصفر"، لكنها لا تزال تسيطر على أكثر من نصف مساحة القطاع وتشرف على كل قافلة مساعدات أممية تدخل الحدود.
ونفذت إسرائيل منذ دخول الهدنة حيّز التنفيذ غارتين جويتين، إحداهما في 19 تشرين الأول بعد مقتل جنديين إسرائيليين، حيث ألقت 150 طنًا من القنابل والصواريخ على أهداف في غزة، والثانية السبت ضد أحد عناصر حركة الجهاد الإسلامي.
والأسبوع الماضي، أعلنت الولايات المتحدة وحلفاؤها إقامة مركز للتنسيق المدني – العسكري لدعم استقرار غزة، كما أرسلت عدداً من كبار مسؤولي إدارة الرئيس دونالد ترامب لتعزيز اتفاق وقف إطلاق النار.
من جانبها، كانت الفصائل الفلسطينية الرئيسية، بما فيها حماس، قد اتفقت على تشكيل لجنة مؤقتة من أبناء القطاع تتكوّن من مستقلين (تكنوقراط) لتولي إدارة الشؤون والخدمات الأساسية.
ورفضت حماس الدعوات لنزع سلاحها الفوري وبدأت حملة ضد الجماعات المسلحة المنافسة داخل القطاع، مؤكدة التزامها تسليم جثامين 13 رهينة لا تزال في غزة، بينهم 10 إسرائيليين اختُطفوا خلال هجوم 7 تشرين الأول 2023، إضافة إلى إسرائيلي مفقود منذ عام 2014، وعامل تايلاندي وآخر تنزاني.
وأعادت الحركة آخر 20 رهينة على قيد الحياة بعد إعلان الهدنة، لكنها حذّرت من صعوبات تواجهها في العثور على رفات الرهائن المتبقين بين أنقاض غزة، حيث قُتل أكثر من 68,500 فلسطيني في العمليات الإسرائيلية، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.