وفي حديث للكاتب والمحلل السياسي علي حمادة لـ "ليبانون ديبايت"، يؤكد أن زيارة المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى بيروت تندرج في إطار مشاركتها الدائمة كلما انعقد اجتماع مهم للجنة الميكانيزم، أي لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية بين لبنان وحزب الله. ويشير حمادة إلى أن أورتيجس تحضر هذه الاجتماعات منذ عدة أشهر، ما يعكس بوضوح الانخراط المباشر للإدارة الأميركية والبيت الأبيض في عمل هذه اللجنة.
ويكشف حمادة أن أورتاغوس لن تكتفي هذه المرة بالمشاركة في اجتماع اللجنة، بل ستعقد لقاءات مع عدد من المسؤولين اللبنانيين، ناقلةً رسالة أميركية واضحة بضرورة التحرك السريع والفعّال في ملف نزع سلاح حزب الله. ويشدّد أن هناك انتقادات دولية قوية للدولة اللبنانية تتهمها بالتباطؤ والتلكؤ والتهرب من تحمّل مسؤولياتها كما يجب على مستوى نزع السلاح في كل الأراضي اللبنانية.
ويضيف أن الدولة اللبنانية تكتفي بالاحتماء خلف تقارير الجيش التي تتحدث عن تحقيق تقدم جنوبي الليطاني، علماً أن نزع السلاح في تلك المنطقة لم يُستكمل إلا بنسبة 80 بالمئة حتى الآن. ويؤكد أن المعادلة الثابتة اليوم، وبموافقة أميركية واضحة، تنص على أنه لن تُقدّم إسرائيل أي خطوة أو تنازل قبل إتمام نزع السلاح جنوب الليطاني بنسبة 100 بالمئة، ووقف كل الجهود المتعلقة بإعادة بناء البنى التحتية العسكرية التي ينفذها حزب الله هناك، بالتوازي مع البدء بنزع السلاح شمالي الليطاني وفي مختلف المناطق اللبنانية الأخرى.
ويشدد حمادة على أن المطلوب هو إجبار حزب الله على التوقف عن محاولاته المستمرة لإعادة بناء قدراته العسكرية وتطويرها. ويحذّر من أنه في حال لم يتحقق ذلك، فإننا ذاهبون نحو جولة عنف كبيرة جداً بين إسرائيل وحزب الله، فيما ستكتفي الدولة اللبنانية بالجلوس في موقع المتفرج. غير أنها، وفق حمادة، لكنها ستدفع ثمناً باهظاً نتيجة تقاعسها وستتأثر وتضعف أكثر مما هي عليه اليوم.