اقليمي ودولي

رصد موقع ليبانون ديبايت
الاثنين 27 تشرين الأول 2025 - 13:54 رصد موقع ليبانون ديبايت
رصد موقع ليبانون ديبايت

أرباح "بورشه" تتهاوى بنسبة 99%... والشركة تواجه أسوأ أزمة منذ تأسيسها

أرباح "بورشه" تتهاوى بنسبة 99%... والشركة تواجه أسوأ أزمة منذ تأسيسها

تواجه شركة "بورشه"، إحدى أبرز علامات السيارات الرياضية الفاخرة في العالم، أزمة مالية غير مسبوقة بعد تراجع أرباحها بنسبة 99% خلال العام الجاري، لتسجّل خسارة قاربت مليار يورو في الربع الثالث من عام 2025، مقارنة بأرباح مماثلة خلال الفترة نفسها من العام الماضي.


ووفق التقرير المالي الصادر عن الشركة، انخفض هامش الربح المتوقع لعام 2025 إلى 2% فقط، بعدما بلغ 14% في عام 2024، نتيجة أزمة مزدوجة ناجمة عن تعثّر الانتقال إلى السيارات الكهربائية والقرارات الاقتصادية المفاجئة للرئيس الأميركي دونالد ترامب التي أثّرت مباشرة في حركة التجارة بين أوروبا والولايات المتحدة.


وكشفت "بورشه" أن أرباحها الإجمالية للأشهر التسعة الأولى من العام بلغت 40 مليون يورو فقط، مقارنة بـ4 مليارات يورو خلال الفترة نفسها من العام الماضي، ما يعكس انخفاضاً حاداً بنسبة 99%.


وقال المدير المالي للشركة، يوخن برَكنر، إن الخسائر تعود أساساً إلى الحرب التجارية بين أوروبا والولايات المتحدة، بعد فرض واشنطن رسوماً جمركية مرتفعة على السيارات المستوردة، الأمر الذي كلف الشركة نحو 700 مليون يورو من إيراداتها. وأضاف أن الشركة ستضطر إلى رفع أسعار بعض الطرازات في السوق الأميركية لتقليص الخسائر، رغم أن هذه الخطوة قد تؤثر سلباً في حجم المبيعات.


وأوضح بركنر أن التحوّل السريع نحو السيارات الكهربائية أضرّ كثيراً بأداء الشركة، إذ تسبب وقف إنتاج طراز "ماكان" العامل بالبنزين – أحد أكثر الطرازات مبيعاً وربحية – في انهيار المبيعات في فئة السيارات المدمجة. كما تراجعت مبيعات طرازَي 718 بوكستر وكايمان بعد وقف إنتاج النسخ التقليدية منهما بانتظار الإصدارات الكهربائية الجديدة.


وفي السياق نفسه، لم تعد السوق الصينية تحقق الأرباح التي اعتادت عليها الشركة في العقد الماضي، نتيجة تباطؤ الاقتصاد المحلي وتزايد المنافسة من الشركات الصينية. وقال بركنر إن "ظروف السوق في الصين لن تتحسّن في المستقبل القريب"، معلناً خفض شبكة وكلاء بورشه من 150 إلى 80 فرعاً بحلول عام 2027.


كما أعلنت الشركة خطة لإعادة الهيكلة في ألمانيا تشمل تسريح 1,900 موظف دائم، إلى جانب 2,000 موظف مؤقت تم إنهاء عقودهم في وقت سابق من هذا العام، وذلك ضمن برنامج واسع لتقليص النفقات سيتم الكشف عن تفاصيله نهاية عام 2025.


وفي ضوء تفاقم الأزمة، أعلنت مجموعة "فولكسفاغن"، المالكة لعلامة "بورشه"، عن استبدال الرئيس التنفيذي أوليفر بلوم بنظيره السابق مايكل لايتر، الذي سبق أن شغل مناصب قيادية في شركتَي فيراري وماكلارين. ومن المتوقع أن يقود لايتر خطة لإعادة توجيه استراتيجية الإنتاج نحو السيارات الهجينة القابلة للشحن، بهدف إنعاش المبيعات واستعادة ثقة المستثمرين.


وسيواصل بلوم مهامه كرئيس تنفيذي لمجموعة "فولكسفاغن"، التي تضم تحت مظلتها علامات مثل أودي، لامبورغيني، وبنتلي.


ويرى محللون أن الأزمة التي تمرّ بها "بورشه" تتجاوز الجانب المالي إلى أزمة هوية داخل الشركة، التي كانت تُعتبر لسنوات نموذجاً في الإدارة والكفاءة والربحية العالية. فقراراتها المتسرّعة بوقف إنتاج بعض الطرازات الناجحة قبل طرح البدائل الكهربائية، إلى جانب الغموض في استراتيجيتها التسويقية، أفقدتها جزءاً كبيراً من موقعها التنافسي في سوق السيارات الفاخرة.


وبينما تأمل الإدارة الجديدة بتحقيق تحسّن تدريجي في عام 2026، يؤكد خبراء الصناعة أن "بورشه" بحاجة إلى إعادة صياغة شاملة لاستراتيجيتها الإنتاجية والتسويقية إذا أرادت استعادة مكانتها كرمز عالمي في عالم السيارات الرياضية الفاخرة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة