الفيديو الذي أثار موجة واسعة من التعليقات، لا يُعدّ تشهيراً بالفتاة بقدر ما يُعتبر رسالة موجّهة في سياق التوتّر القائم عقب مقتل الشاب إيليو أرنستو وليد أبو حنّا، السبت الماضي، على يد مجموعة مسلّحة داخل المخيّم، وسط ترجيحات بأنّه دخل إليه عن طريق الخطأ.
ويُسمع في المقطع شخصٌ يصوّر الفتاة وهو يخاطبها بنبرة توبيخ قائلاً: "عملتولنا قصّة… وإنتو اللي بتيجوا لهون وبدّكن تتعاطوا… منّك خالصة، اطلعي ع حالِك."
كما يظهر شخص آخر إلى جانبها يمدّ يده نحو السلسال الذي ترتديه قائلاً بشكل متعمَّد: "شوفوا صليب… مسيحية"، في إشارة مباشرة إلى السرديّة التي رافقت حادثة مقتل إيليو والتي أخذت منحى طائفيًا واسعًا.
في المقابل، بدا كلام الفتاة غير مترابط، لكنها قالت في نهاية الفيديو: "عاملة عملية… في براسي 19 قطبة… وبعدني طالعة من الغيبوبة."
وترى مصادر متابعة لـ"ليبانون ديبايت" أن الرسالة من نشر هذا الفيديو واضحة: محاولة الإيحاء بأنّ دخول إيليو إلى المخيّم لم يكن عرضيًا، وأنّه كان يتردّد إليه سابقًا. إلا أنّ ذلك لا يبرّر بأي شكل من الأشكال عملية قتله، إذ إنّ من أقدم على إطلاق النار عليه يُفترض أن يُحاسَب قضائيًا، خصوصًا أنّ الجريمة وقعت على أرض لبنانية وبواسطة سلاحٍ غير شرعي.
وكان "ليبانون ديبايت" قد أورد في وقت سابق اليوم أنّ الأجهزة الأمنية تدرس فرضيات عدّة في التحقيقات الجارية، ولا سيّما أنّ الضحية خرّيج اختصاص الكيمياء، ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول طبيعة وجوده في تلك المنطقة وتوقيته.
وبين الروايتين المتداولتين، تبقى الحقيقة مسؤولية التحقيق القضائي والأمني، فيما يبقى الاستثمار السياسي والطائفي في الحادثة هو الأخطر، لما له من أثر مباشر على العلاقة بين المخيّمات وبيئتها اللبنانية المحيطة.