كشفت تقارير وتحليلات صحافية ومراكز أبحاث دولية أن مشروع الإدارة الأميركيّة لإقامة منظومة صاروخية فضائية موسومة بـ"القبة الذهبية" (Golden Dome) قد يستغرق بين 10 و20 سنة للتنفيذ، وتكلفته النهائية قد تصل إلى تريليون إلى 4 تريليونات دولار بحسب تقديرات متباينة، فيما يُشكّك خبراء في أنّه سيحقّق الحماية الشاملة التي أعلن عنها الرئيس ترامب.
الرئيس ترامب أعلن في أيار الماضي عن مخطط لبناء شبكة دفاعية متعددة الطبقات تعتمد على أقمار صناعية وصواريخ اعتراض تطلق إلى الفضاء، وحدّد مبدئيًّا ميزانيةً أولية بحوالي 175 مليار دولار وإطار زمنّي طموحًا (نحو نهاية ولايته)، لكن محلّلين عسكريين وميزانيين قالوا إنّ هذه الأرقام أولية ومتفائلة جدًا مقارنةً بتقديرات مستقلّة أكثر تحفّظًا أو متشائمة.
تباينت تقديرات الكلفة بشكل كبير بحسب مدى توسّع التصميم وعدد المناظم الفضائية المطلوبة: معهد أمريكي للأبحاث قدّر أن تكلفة برنامج شامل وقابل للتشغيل عمليًا قد تصل إلى 3.6 تريليون دولار على مدى حوالي 20 سنة، بينما أشار مكتب الميزانية في الكونغرس إلى نطاق أقل لكنه لا يزال هائلًا (مئات مليارات إلى أكثر من نصف تريليون خلال 20 سنة). هذا التباين يعكس اختلاف الفرضيات الهندسية والتشغيلية حول عدد منظومات الاعتراض، وتواصل تجديدها في المدار.
خبراء في الدفاع والفضاء يحذّرون من قضايا تقنية جوهرية: المشاكل الفيزيائية للوجود المستمر لأسلحة في مدارات منخفضة (التعرّض للاحتكاك الجوي وتدهور المدار)، الحاجة إلى تجديد مستمر للمنظومات، وصعوبة تغطية مساحة شاسعة مثل الولايات المتحدة مقارنةً بمنظومات إقليمية مثل "آيرون دوم" الإسرائيلية. كما يسجّل المُحلّلون أنّ المشروع سينقل جزءًا من سباق التسلّح إلى الفضاء ويعقّد قواعد الاستقرار الاستراتيجي بين القوى الكبرى.
روسيا والصين أعربتا عن رفض مشترك وقلق من أن خطّة كهذه "مزعزعة للاستقرار" وقد تؤدّي إلى سباق تسلّحٍ مداري طويل الأمد، فيما حذّر محلّلون من أن خطوة أميركية بهذا الحجم قد تُعيد إطلاق محادثات حول الضوابط والاتفاقات الاستراتيجية أو تزيد من التوتّر الدولي.