أكد الكاتب والباحث السياسي جوزيف أبو فاضل، خلال حديثه إلى برنامج "التاسعة" على قناة "سكاي نيوز عربية"، أنّ لبنان يعيش مرحلة صعبة ومعقّدة لا تتيح أمام الدولة سوى خيارين قاسيين في ما يخصّ ملف سلاح حزب الله، في ظلّ استمرار الضغوط الإسرائيلية والأميركية وتأثير الدعم الإيراني على حزب الله.
واعتبر أبو فاضل أنّ الواقع الحالي يعكس ضعف الدولة اللبنانية وغياب قدرتها على اتخاذ قرارات فعلية وحاسمة، في وقتٍ تواجه فيه البلاد تحديات اقتصادية وأمنية خانقة.
وأشار إلى أنّ إسرائيل لم توقف الاغتيالات المتكررة منذ اتفاق 1701 ووقف إطلاق النار في 24 تشرين الثاني 2024، مؤكّدًا أنّها لا تزال تلاحق القيادات العسكرية لحزب الله، وأنّ الجيش اللبناني في الجنوب لا يقوم بالدور الذي تريده إسرائيل.
وأضاف أبو فاضل أنّ تصريحات المبعوث الأميركي توم براك، إضافة إلى مورغان أورتاغوس، تعكس ضغط الولايات المتحدة على لبنان في هذا الملف، إذ تعتبر واشنطن أنّ لبنان مسؤول عن ضبط الحدود ومنع أي تحرّكات مسلّحة.
وفي السياق ذاته، أشار إلى أنّ الطريق الوحيد لاستعادة الاستقرار السياسي والاقتصادي يمر عبر مفاوضات مباشرة مع إسرائيل وفق الرؤية الأميركية، محذّرًا من أنّ المراوغة بالمفاوضات غير المباشرة لن تجدي نفعًا، لأنّ أي تعافٍ اقتصادي واستثمارات أجنبية مشروطة بتحقيق أمن إسرائيل وضمانات أميركية واضحة.
وأضاف، "التعافي الاقتصادي والاستثمارات الأجنبية لا تأتي إلى لبنان إلا إذا حصل اتفاق شامل وصلح مع إسرائيل، ولن يأتي المستثمر الأميركي والغربي إلا بما يحقق هذا الهدف".
وركّز أبو فاضل على أنّ أي حلٍّ وسط غير واقعي، قائلاً: "إمّا نزع سلاح حزب الله بالقوة والدخول في مواجهة داخلية أهلية، أو نزع السلاح بقوة الحرب من الجانب الإسرائيلي، ولا خيارات وسيطة بين الأمرين في هذه المرحلة".
وختم موضحًا أنّ تنفيذ أي قرارٍ لنزع السلاح أمرٌ صعب، وأنّ مجرد إصدار القرارات ليس كافيًا، بل يتطلّب إرادة قوية من الدولة ورئيس الجمهورية والحكومة لإجبار حزب الله على التسليم الكامل لسلاحه.