أفادت مصادر أميركية أنّ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وضعت أهدافًا عسكرية في فنزويلا قيد الدراسة، من بينها موانئ ومطارات ومنشآت بحرية يُشتبه باستخدامها في تهريب المخدرات، في خطوة قد تمهد لتصعيدٍ عسكري هو الأخطر في تاريخ العلاقات بين البلدين، وفق ما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال".
وذكرت الصحيفة أنّ الحملة الجوية المحتملة تهدف إلى إرسال رسالة مباشرة إلى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بأنّ "الوقت قد حان للتنحي"، مشيرةً إلى أنّ الرئيس لم يتخذ قرارًا نهائيًا بشأن الضربات البرية، فيما تتركز الخطط على أهدافٍ مرتبطة بنظام مادورو وشبكات التهريب.
تزامن هذا التحرك مع تصعيدٍ عسكري أميركي في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ الشرقي، حيث نفّذ الجيش الأميركي سلسلة عمليات ضد زوارق يُزعم أنها تنقل مخدرات، في إطار حملة أوسع للقضاء على تدفق المخدرات إلى الولايات المتحدة.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي إنّ "الرئيس ترامب واضح في رسالته إلى مادورو: توقف عن إرسال المخدرات والمجرمين إلى بلادنا"، مضيفةً أنّ ترامب "مستعد لاستخدام كل عناصر القوة الأميركية لوقف تدفق المخدرات إلى وطننا".
وتركّز الإدارة الأميركية، وفق التقرير، على أزمة الفنتانيل التي أودت بحياة أكثر من 48 ألف أميركي في عام 2024، رغم أنّ فنزويلا ليست منتجًا مباشرًا للعقار، لكنها تُعد ممرًّا رئيسيًا للكوكايين الكولومبي إلى الأسواق العالمية.
ويرى مراقبون أنّ شن ضربات جوية داخل فنزويلا سيمثل تصعيدًا خطيرًا للحملة الأميركية التي اقتصرت حتى الآن على عمليات بحرية. كما أنّ وصول حاملة الطائرات الأميركية الأكثر تطورًا وسفنها المرافقة إلى البحر الكاريبي يمنح واشنطن قدرةً عسكرية كبيرة لتنفيذ الضربات في أي وقت.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أنّ الأهداف المحتملة تشمل مدارج وموانئ عسكرية تحت سيطرة الجيش الفنزويلي، وسط تقديراتٍ بأنّ تلك المنشآت تُستخدم لتهريب المخدرات.
وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، أحد أبرز مهندسي سياسة ترامب تجاه كاراكاس، إنّ "فنزويلا أصبحت دولة مخدرات تُدار بواسطة كارتل. هذه عملية ضد إرهابيي المخدرات، القاعدة الجديدة في نصف الكرة الغربي، ويجب التعامل معهم وفقاً لذلك".
ويشير محللون إلى أنّ واشنطن تسعى لاختبار تماسك الجيش الفنزويلي ومدى استعداد ضباطه للانقلاب على مادورو في حال تعرض النظام لضربة خارجية. وقال الباحث في مجلس الأطلسي جيف رامزي إنّ "الولايات المتحدة تختبر فعلياً مدى ضعف مادورو وإمكانية انقلاب الجيش عليه بدفعة بسيطة. حتى الآن لا دليل على انشقاقات كبرى، لكن تنفيذ ضربات عسكرية قد يغيّر المعادلة".
وأضاف أنّ هذا الخيار "قد يأتي بنتائج عكسية إذا ما التفّ الجيش والشعب حول النظام في مواجهة الهجوم الخارجي".
على الجانب الآخر، حذّر مادورو من أي اعتداءٍ على بلاده، مؤكدًا أنّ فنزويلا تمتلك نحو 5000 صاروخ روسي من طراز Igla-S، إلى جانب منظومات S-300 المتقدمة للدفاع عن الأجواء الفنزويلية.
وكشفت تقارير استخباراتية أنّ طائرة مرتبطة بأنشطة روسية خاضعة للعقوبات وصلت إلى كاراكاس نهاية الأسبوع الماضي، ما قد يشير إلى زيادة الدعم العسكري الروسي لنظام مادورو في حال نشوب مواجهة مع الولايات المتحدة.
ونفّذت طائرات أميركية من طراز B-52 وB-1 طلعاتٍ جوية فوق السواحل الفنزويلية في الأيام الأخيرة، بهدف اختبار الدفاعات الجوية ورسم خريطة دقيقة لمواقعها.
وفي تصريحاتٍ غامضة، قال ترامب إنّه خوّل وكالة الاستخبارات المركزية تنفيذ عمليات سرية داخل فنزويلا، رافضًا الكشف عن تفاصيلها، مكتفيًا بالقول إنّ "فنزويلا تشعر بالحرارة".
 
                                                                                                         
                         
                                 
             
             
             
             
                    
                     
                    
                     
                    
                     
                    
                     
                    
                     
     
    
    