"ليبانون ديبايت"
في ظلّ تصاعد التوتّر الإقليمي واستمرار الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، تزداد حركة الموفدين الدبلوماسيين نحو بيروت، ما يثير تساؤلات حول طبيعة هذه التحركات ومآلاتها المحتملة. الكاتب والمحلّل السياسي جورج علم يقدّم قراءة شاملة للمشهد الراهن، متوقفًا عند دلالات هذه التحركات وإمكانية عودة الوساطة المصرية إلى الواجهة.
يرى علم في حديثٍ إلى "ليبانون ديبايت" أنّ حركة الموفدين وارتباطها بشيءٍ ما سيحصل، هو أمرٌ طبيعي، ولكن ليس لشيءٍ سيحصل، بل لما هو متعلّق بما يحصل من اعتداءاتٍ إسرائيلية مستمرّة ومتصاعدة.
لكن الجديد، بحسب علم، هو ما إذا كانت الأمور ستأخذ منحًى تصعيديًّا، بما يعني المزيد من العدوان على لبنان.
ويُوضح أنّ حركة الموفدين إلى لبنان لها بُعدان أساسيان:
الأول، هو استطلاع ما يجري ميدانيًّا وسياسيًّا في لبنان ارتباطًا بتطوّرات الأوضاع في الشرق الأوسط، من سوريا إلى العراق واليمن وسواها.
أما الثاني، فهو البحث في غياب القرارات المطلوبة من الحكومة اللبنانية، سواء في ما يتّصل بموضوع السلاح أو بالإصلاحات المنتظرة على أكثر من صعيد.
ويشير علم إلى أنّ هذه الحركة الدبلوماسية تُعدّ استطلاعية في جوهرها، لكنها قد تُمهّد لشيءٍ ما على المستوى التفاوضي أو الأمني في إطار الدولة، في ظلّ التوتّر القائم.
ويستثني علم من هذه الحركة زيارة رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد إلى بيروت، والتي جاءت في سياق مسعى وساطة محتمل بين بيروت وتل أبيب، من دون معرفة ما إذا كان ذلك بضوءٍ أخضر أم لا، لكنّه تحوّل يجب أخذه بعين الاعتبار.
ويرى علم أنّ الوساطة المصرية عادت إلى الواجهة بعد ما أعلن رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون استعداد لبنان للدخول في المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، مشيرًا إلى أنّ القاهرة أبدت استعدادها للعب دور الوسيط وتهيئة الأجواء، لا سيّما أنّ تل أبيب رفضت فكرة الحوار غير المباشر، وطالبت بأن يكون التفاوض مباشرًا وضمن شرط من الشروط.
وإذا كان لبنان قد وافق على مبادرة مصرية، فيعتقد علم أنّ اللواء رشاد، الذي كان في تل أبيب قبل قدومه إلى بيروت، يحمل إشارات على وجود اتصالات مفتوحة مع تل أبيب، متسائلًا عمّا إذا كانت القاهرة ستنجح فعلًا في فتح باب تفاوضٍ معيّن، معتبرًا أنّ هذا "سؤال كبير".
ويعتقد علم أنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو غير مستعدّ في الوقت الراهن للدخول في أيّ مفاوضاتٍ حقيقية، خصوصًا في ظلّ ما تدّعيه حكومته من أنّ حزب الله يعيد بناء ترسانته العسكرية. لذلك فإنّ نتنياهو ليس في وارد التفاوض حاليًّا، طالما أنّ الحزب ما زال متمسّكًا بسلاحه.