البنتاغون يمنح الضوء الأخضر... وترامب يوازن بين الحذر والتصعيد في أوكرانيا

منح البنتاغون الضوء الأخضر للبيت الأبيض من أجل تزويد أوكرانيا بصواريخ "توماهوك" بعيدة المدى، مؤكداً أن الخطوة لن تؤثر على المخزون العسكري الأميركي ولا على القدرات الدفاعية الأساسية للولايات المتحدة، وفق ما نقلت شبكة سي إن إن عن ثلاثة مصادر أميركية وأوروبية مطلعة.

ورغم التقييم الإيجابي من وزارة الحرب الأميركية، فإن القرار النهائي ما زال بيد الرئيس دونالد ترامب، الذي بدا متردداً حيال هذه الخطوة المثيرة للجدل.

قبل أيام من لقائه المرتقب بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، قال ترامب إنه يفضّل عدم تزويد كييف بهذه الصواريخ، مبرراً موقفه بالقول: "لا نريد أن نقدّم ما نحتاج إليه لحماية بلدنا".

غير أن تصريحاته لاحقاً حملت تبايناً في الموقف، إذ أوضح قبل اللقاء أن لدى الولايات المتحدة "عدداً كبيراً من صواريخ توماهوك يمكنها توفيره"، بينما أبلغ زيلينسكي خلال الجلسة المغلقة أن الولايات المتحدة لن تقدّم الصواريخ في الوقت الحالي.

وجاء اللقاء بين ترامب وزيلينسكي بعد يوم واحد من مكالمة هاتفية بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي حذّر – بحسب "سي إن إن" – من أن تسليم "توماهوك" لأوكرانيا قد يمكّنها من ضرب مدن روسية كبرى مثل موسكو وسانت بطرسبرغ، معتبراً أن الخطوة ستنعكس سلباً على العلاقات الأميركية – الروسية، رغم أنها لن تغيّر موازين القوى ميدانياً.

في المقابل، أكدت مصادر مطّلعة للشبكة أنّ ترامب لم يُغلق الباب نهائياً أمام هذا الخيار، إذ أعدّت إدارته خططاً جاهزة لتنفيذه فور صدور القرار الرئاسي.

ويأتي هذا التطوّر بينما يزداد استياء ترامب من موقف بوتين الرافض للمفاوضات الجدية بشأن إنهاء الحرب، ما دفعه خلال الأسبوع الماضي إلى فرض عقوبات جديدة على شركات النفط الروسية، وإلغاء لقاء كان مقرراً مع بوتين في بودابست لمناقشة الملف الأوكراني.

من جهته، أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن تطلّع بلاده إلى تعزيز قدراتها بعيدة المدى "بحلول نهاية العام"، في إطار ما وصفه بتحقيق "شروط عادلة لإنهاء الحرب".

وكتب زيلينسكي عبر منصة "إكس": "العقوبات العالمية ودقّتنا في الاستهداف تتكاملان لإنهاء الحرب وفق شروط عادلة لأوكرانيا"، مشيراً إلى أنّ الهدف هو تحقيق جميع "الضربات العميقة" المخطط لها قبل نهاية 2025، بما في ذلك توسيع القدرات بعيدة المدى.

ويرى مراقبون أن القرار الأميركي بشأن تزويد كييف بصواريخ "توماهوك" سيشكّل تحوّلاً استراتيجياً كبيراً في المساعدات العسكرية الغربية، نظراً لقدرة هذه الصواريخ على ضرب أهداف على مسافة تتجاوز 1500 كيلومتر.