جدّدت جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في اليمن اتهامها موظفين تابعين للأمم المتحدة في صنعاء بالتجسّس لصالح إسرائيل والتورط في اغتيال رئيس حكومة الجماعة أواخر آب الماضي، مؤكّدةً عزمها المضي في محاكمتهم أمام القضاء.
وقال القائم بأعمال وزير الخارجية في حكومة "أنصار الله" عبد الواحد أبو راس، في تصريح لتلفزيون "المسيرة" التابع للجماعة، إنّ "السبب الرئيسي وراء اعتقال عدد من الموظفين الأمميين هو أمني بحت، ويتمثّل في استهداف الحكومة بشكل مباشر".
وأضاف أبو راس، "هناك خلية ضمن برنامج الأغذية العالمي ضالعة بشكل واضح وصريح في عملية الاستهداف المباشر للحكومة"، موضحًا أنّ الأجهزة الأمنية ألقت القبض في الفترة الأخيرة على خلايا متورّطة في استهداف الحكومة، "وكان على رأسها رئيس الحكومة أحمد الرهوي ورفاقه"، مؤكّدًا أنّه "تم التحقيق والتأكد من صحة المعلومات وهناك إثباتات واضحة تدعم ذلك".
وأشار إلى أنّ "الخطوات التي نفّذتها الأجهزة الأمنية جاءت تحت إشراف الجانب القضائي بشكل كامل، وباطلاع النيابة العامة أولاً بأول على كل خطوة"، مضيفًا، "المسار يسير حتى نهايته وصولًا إلى المحاكمات وإصدار الأحكام القضائية".
وكشف القيادي في الجماعة عن "ثغرات أمنية خطيرة"، مشيرًا إلى "دخول أجهزة إلكترونية إلى اليمن بشكل غير قانوني وغير مصرح باستخدامها، وأخرى تحتاج إلى موافقات مسبقة من وزارة الاتصالات"، معتبرًا أن تلك الأجهزة "استُخدمت لأغراض غير مشروعة في عمليات الرصد والاختراق".
وفي 16 تشرين الأول الماضي، كان زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي قد اتّهم موظفين أمميين، بينهم مسؤول الأمن والسلامة في برنامج الأغذية العالمي، بالتورّط في اغتيال رئيس الحكومة أحمد الرهوي، مشيرًا إلى ضبط تجهيزات متطورة للرصد والاستهداف وأجهزة لاختراق الاتصالات.
ومنذ نهاية آب الماضي، اقتحمت قوات "أنصار الله" مرارًا مكاتب ومقارّ تابعة للأمم المتحدة في العاصمة صنعاء، واحتجزت عددًا من الموظفين الأمميين المحليين والأجانب، أفرجت عن بعضهم لاحقًا، بعد اتهامهم بالتجسّس لصالح إسرائيل والمشاركة في عملية اغتيال رئيس الحكومة وتسعة من وزرائه بغارات جوية إسرائيلية على صنعاء، وهي اتهامات تنفيها الأمم المتحدة جملةً وتفصيلاً.
وفي سياقٍ آخر، كانت الجماعة قد أعلنت في 9 تشرين الأول الماضي إطلاق 1835 صاروخًا ومسيرة باتجاه إسرائيل وسفن مرتبطة بها أو متجهة إلى موانئها، مؤكدةً استهداف 228 سفينة منذ أواخر 2023، ردًا على الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة.
ويشهد اليمن منذ أكثر من عشر سنوات صراعًا مستمرًا على السلطة بين الحكومة المعترف بها دوليًا و"أنصار الله"، أدّى إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم بحسب الأمم المتحدة. وتسيطر الجماعة منذ أيلول 2014 على معظم المحافظات وسط وشمال البلاد، بما في ذلك العاصمة صنعاء، فيما يقود تحالف عربي بقيادة السعودية عمليات عسكرية منذ 26 آذار 2015 دعمًا للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق.
ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة، تسبّبت الحرب حتى أواخر 2021 بمقتل 377 ألف شخص وخسائر اقتصادية تقدّر بـ 126 مليار دولار، فيما يحتاج 80% من السكان البالغ عددهم نحو 35 مليون نسمة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.