ترامب يصنّف نيجيريا "دولة مثيرة للقلق" دينيًا... والجدل يشتعل! (صورة)

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب إدراج نيجيريا على قائمة الدول المثيرة للقلق في مجال الحرية الدينية، معتبرًا أن المسيحيين هناك يواجهون "تهديدًا وجوديًا"، في خطوة من شأنها أن تمهّد لفرض عقوبات محتملة على الدولة الإفريقية.

وقال ترامب، في منشور على منصة "ترُوث سوشيال"، إنّ "آلاف المسيحيين يُقتلون" في نيجيريا، محمّلًا الجماعات الإسلامية المتطرفة مسؤولية ما وصفه بـ"المذبحة الجماعية".

وأضاف: "لا يمكن للولايات المتحدة أن تقف مكتوفة الأيدي بينما تجري هذه الفظائع... نحن مستعدّون وراغبون وقادرون على إنقاذ مجتمعاتنا المسيحية في جميع أنحاء العالم."

القرار جاء وسط ضغوط من مشرّعين جمهوريين، بينهم النائب رايلي مور، الذي أيّد الخطوة مؤكدًا أنّه دعا إليها منذ نيسان الماضي، وقال إنه يهدف إلى "ضمان أن تحظى نيجيريا بالاهتمام الدولي والمساءلة التي تحتاجها بشكل عاجل."

كما رحّب السناتور تيد كروز بالقرار واعتبره "خطوة حاسمة لمحاسبة المسؤولين النيجيريين"، مشيرًا إلى مشروع قانون جديد يهدف لمواجهة تطبيق قوانين الشريعة في البلاد.

وبحسب وكالة "أسوشيتد برس"، فإنّ قانون الحرية الدينية الدولية لعام 1998 يمنح الرئيس سلطة اتخاذ هذا القرار بناءً على توصيات لجنة الحريات الدينية في الكونغرس، إلا أنّ ترامب تجاوز الآلية التقليدية وأصدر التصنيف منفردًا دون انتظار التوصيات، مكلّفًا لجنة خاصة في مجلس النواب بفتح تحقيق فوري في القضية.

نفت الحكومة النيجيرية "بشكل قاطع" وجود اضطهاد منهجي ضد المسيحيين، مؤكدة أن العنف الدائر في البلاد له أبعاد اجتماعية واقتصادية أكثر من دينية.

ويرى خبراء أن الصراع في نيجيريا يتعلق بالموارد والنزاعات بين المزارعين والرعاة أكثر من كونه صراعًا دينيًا، مشيرين إلى أن معظم ضحايا الجماعات المسلحة هم من المدنيين المسلمين شمال البلاد.

يأتي القرار في سياق سعي ترامب إلى تعزيز شعبيته لدى التيار المسيحي المحافظ، إذ أطلق منذ عودته إلى منصبه في كانون الثاني سلسلة مبادرات تحت شعار "حماية المجتمعات المسيحية حول العالم"، بينها تشكيل فرقة عمل فدرالية لمكافحة "التحيّز ضد المسيحيين" والسماح للموظفين الحكوميين بالتبشير في أماكن عملهم.

ورغم أن إدراج نيجيريا على القائمة لا يؤدي تلقائيًا إلى فرض عقوبات، إلا أنه يمهّد لتقييد المساعدات غير الإنسانية ويفتح الباب أمام خطوات دبلوماسية إضافية.

وكانت نيجيريا قد أُدرجت على القائمة عام 2020، قبل أن تُرفع عنها عام 2023 مع تحسّن العلاقات الثنائية قبيل زيارة وزير الخارجية الأميركي آنذاك أنتوني بلينكن إلى أبوجا.

ويُقدَّر عدد سكان نيجيريا بحوالي 239 مليون نسمة، يشكّل المسلمون نحو 52% منهم والمسيحيون نحو 31%، ما يجعلها أكبر دولة إفريقية من حيث عدد السكان وتنوّعها الديني.