فضل الله: المواقف الإيجابية لا تكفي... المطلوب حماية فعلية للشعب

أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله أنّه "يجب على المسؤولين في الدولة اللبنانية أن يراكموا على الإيجابيات في المواقف الصادرة عنهم، سواء كانت من رؤساء أو من الحكومة، وصولًا إلى مرحلة التطبيق الفعلي لهذه المواقف كي يشعر الناس بالاطمئنان إلى أن هناك دولة تحميهم".

وقال فضل الله خلال كلمة ألقاها في الاحتفال التكريمي لشهداء بلدة ياطر الجنوبية الذي نظّمه "حزب الله" في ساحة البلدة، بحضور حشود من الأهالي وعلماء الدين وعوائل الشهداء: "لا يمكن لأي مسؤول في لبنان أن ينام ملء جفونه وهناك دم يُسفك على أرضنا في الجنوب أو البقاع أو أي منطقة من لبنان، فهذه قضية مقدسة ويجب أن تبقى مقدسة عند الجميع."

وأضاف: "نصرّ في هذه المرحلة التي تلت وقف إطلاق النار على أن تتحمل مؤسسات الدولة مسؤولياتها رغم الألم والوجع، لأن الظروف الحالية تفرض هذا الموقف علينا، لكن المقاومة تبقى هي المقاومة، بحكمتها وشجاعتها وشعبها ومجاهديها."

وشدد فضل الله على أنّ "المواطن ليس مسؤولًا عن عجز الدولة أو ضعفها، بل يريد أن يراها دولة قادرة على احتضان أحلامه ومشاكله، لأنها المعنية بحماية السيادة والتصدي لأي اعتداء".

وتابع قائلاً: "نشهد اليوم استباحة للبلد، وعندما لم تعد المقاومة تصنع المعادلات، وأوكلت الدولة المسؤولية لنفسها، رأينا تزايد عمليات الاغتيال والاستهداف. فالعدو يريد من اعتداءاته أن يبقي القلق في الجنوب ويمنع الإعمار ويدفع الناس إلى ترك أرضهم. لكن شعبنا الذي يصمد ويبقى ويعمّر أرضه، يمارس فعل مقاومة وإن لم يحمل السلاح."

وأشار فضل الله إلى أنّ "العدو حاول خلال الستين يومًا الماضية احتلال جنوب الليطاني، إلا أن الشهداء والمقاومين منعوه من تحقيق ذلك"، متهماً إسرائيل بأنها "تسعى من خلال تدميرها الممنهج إلى الضغط على الدولة لتقديم تنازلات سياسية بعدما فشلت في فرضها عسكريًا".

وأكد فضل الله أن "ما لم يُنتزع في الميدان لا يجوز أن يُعطى بالسياسة"، مضيفًا: "نحن نعمل كي تتحمل الحكومة مسؤولية إعادة الإعمار من موازنتها أو عبر الهبات، رغم الحصار الخارجي الذي تفرضه الولايات المتحدة لمنع وصول أي أموال إلى لبنان، وسنواجه ذلك من داخل مؤسسات الدولة وبالقوانين."

وختم قائلاً: "هناك استهداف سياسي دائم لبيئة المقاومة ومحاولات تحريض عليها، والحملة التي تُشنّ على الرئيس نبيه بري وقانون الانتخاب تأتي في هذا الإطار. لكننا سنواجه مع حلفائنا من مختلف الطوائف كل هذه الضغوط، لتبقى راية المقاومة خفّاقة وتضحياتها مصانة."