من جديد... أبوظبي ترسم خريطة الطاقة العالمية

على مدى أكثر من أربعة عقود، رسّخ معرض ومؤتمر "أديبك" مكانته كواحد من أبرز المنصّات العالمية المعنية بصياغة مستقبل الطاقة، مجسّدًا الدور الريادي لدولة الإمارات في قيادة التحوّل نحو منظومة طاقة أكثر استدامة.

ومن خلال الاستثمار في التكنولوجيا المتقدّمة والذكاء الاصطناعي وتعزيز الشراكات الدولية، يواصل "أديبك" ترسيخ مكانة الإمارات كلاعب محوري في مشهد الطاقة العالمي، خصوصًا مع توقّعات بارتفاع الاستهلاك العالمي للطاقة بنسبة 50% بحلول عام 2050، وما يتطلّبه ذلك من استثمارات تراكمية تتجاوز 275 تريليون دولار.

ينطلق "أديبك 2025" يوم الإثنين في أبوظبي كمنصة حيوية لجذب الاستثمارات ودفع الابتكار من أجل الحفاظ على أمن الطاقة وتحقيق الحياد الكربوني. وسيُسلَّط الضوء على أهمية تعزيز مرونة أنظمة الطاقة وتوسيع استخدام الحلول الذكية لتسريع وتيرة التقدّم العالمي.

وتبرز منطقة الذكاء الاصطناعي الموسَّعة في "أديبك" هذا العام كمحور رئيسي يعكس مكانة أبوظبي كمركز عالمي للتكامل بين قطاعي الطاقة والتكنولوجيا، حيث تُعرض تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحسين كفاءة الطاقة وبناء بنى تحتية أكثر ذكاءً واستدامة.

ويُعدّ "أديبك 2025" أكبر وأشمل دورة في تاريخه، إذ يجمع تحت مظلّته قطاعات الاقتصاد العالمي الرئيسة من الطاقة والتكنولوجيا والتمويل إلى الخدمات اللوجستية والسياسات.

ويستضيف الحدث أكثر من 2250 جهة عارضة ضمن 17 قاعة عرض، و30 جناحًا وطنيًا بينها أجنحة من أسواق ناشئة في إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية، كما يتوقّع أن يستقطب 205 آلاف زائر من 172 دولة.

وسيضم المعرض أربع مناطق متخصصة تشمل الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي وإزالة الكربون والقطاع البحري، إضافة إلى معرض جديد مخصّص للكيماويات والحلول منخفضة الكربون.

كما يشهد "أديبك 2025" إطلاق جناح الثقافة الذي يجسد الهوية الإماراتية وقيمها الأصيلة، إلى جانب برنامج "شباب أديبك" الهادف إلى تمكين الجيل القادم من قيادات قطاع الطاقة عبر تجارب تعليمية وتفاعلية وتحديات ابتكارية.

أما المؤتمر الاستراتيجي، فيجمع أبرز القيادات وصنّاع السياسات حول العالم لمناقشة تحديات الطاقة المستقبلية، بما في ذلك الاقتصادات الناشئة، الغاز الطبيعي، الصناعات الكيماوية، الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي.

ويضم المعرض أجنحة 54 شركة وطنية ودولية في مجال النفط والطاقة، إلى جانب مناطق متخصصة للتحول الرقمي وخفض الانبعاثات والأعمال البحرية والذكاء الاصطناعي، بما يوفّر منصة تفاعلية شاملة للتعاون بين القطاعات.