المحلية

فادي عيد

فادي عيد

ليبانون ديبايت
الاثنين 03 تشرين الثاني 2025 - 07:14 ليبانون ديبايت
فادي عيد

فادي عيد

ليبانون ديبايت

التفاوض للتفاوض فقط؟

التفاوض للتفاوض فقط؟

"ليبانون ديبايت" - فادي عيد


بالتوالي، تتكشّف النصائح الغربية والعربية للبنان فيما ترتفع وتيرة الخطاب الديبلوماسي الأميركي، بالتوالي مع التغيير في طابع وشكل التهديدات الإسرائيلية، التي لم تعد تقتصر على "حزب الله" بل ذهبت إلى ما هو أبعد، فطالت الدولة بشكل مباشر، مع ما يعنيه هذا التهديد من إمعانٍ في حدّة الإعتداءات والإستهدافات.

لكن هذا التهويل الإسرائيلي للبنان، المتماهي مع الموقف الأميركي الذي أتى على لسان السفير توم برّاك في وصفه الدولة بال"فاشلة"، لا ينفصل عن مسار الضغوط الديبلوماسية التي يتعرض لها لبنان للسير بالمفاوضات مع إسرائيل، والتي لم تتراجع نسبتها رغم موافقة لبنان الرسمي على التفاوض بشكلٍ غير مباشر، وعبر لجنة "الميكانيزم".


فالمشهد اليوم بات معقّداً للغاية، والوقت يداهم كل الأطراف، فالحكومة منشغلة بقانون الإنتخاب وباختيار المدنيين الذين سيشاركون في أي عملية تفاوضية، في حال حصل إجماع على التفاوض، وهي تستعد للإطلاع على تقرير قيادة الجيش حول المرحلة التي وصلت إليها خطته لحصر السلاح جنوب الليطاني.


ومن هنا، يأتي التعاطي الحذر من قبل الحكومة مع "النصائح" التي تلقتها، سواء التي كُشف النقاب عنها، أو التي ما زالت طي الكتمان. إتجاهان يتنازعان لبنان الرسمي مع تلويح إسرائيل ب"النار"، أولهما، كما تقول مصادر معنية، أنها تتوجّس من أهداف التصعيد الإسرائيلي، والتي تتخطى مسألة إعادة بناء الحزب لقدراته العسكرية، وثانيها، يتمثّل بضرب أي مسعى لطاولة مفاوضات برعاية أميركية، حول الإنسحاب من النقاط المحتلة والإلتزام بوقف النار، ما يعني المزيد من الضغط الأميركي لوقف الحرب، من خلال اتفاق بين لبنان وإسرائيل، على غرار الإتفاق الذي فرضه الرئيس دونالد ترامب في غزة.


من هذا المنطلق، تضيف المصادر، إن ما تريده واشنطن لا يلتقي بالضرورة مع هدف إسرائيل الفعلي، خصوصاً وأن بنيامين نتنياهو، لن يوافق بسهولة على التخلّي عن خيار التحرّك العسكري في لبنان كلما "دعت الحاجة"، ولذلك، تستبعد المصادر المعنيّة أن يكون مستعداً لأي تفاوض، بدلالة ما أعلنه بالأمس عن رفض الإنسحاب من النقاط الحدودية المحتلة في لبنان.


ومن المعلوم هنا، تتابع المصادر، أن السفير برّاك، قد سبق وأن كشف لأحد المسؤولين اللبنانيين، عن رفض إسرائيل الجلوس على طاولة المفاوضات إذا كانت عناوينها تشمل هدنةً تامة ووقف العمليات العسكرية، وانسحاباً من لبنان، بمعنى العودة إلى ما قبل حرب إسناد غزة.


إذن، تشدّد المصادر، أن المسار التفاوضي، هو في الأساس، فكرة أميركية رفضتها إسرائيل، ثم عادت واشنطن لاقتراحها فوافق عليها لبنان ولكن بشروطه، فردّت عليها إسرائيل بالنار والوعيد للحزب، وبالتشكيك بعملية حصر السلاح بيد الشرعية.

ولكن هل يكون التفاوض لمجرد التفاوض فقط، أم لتفادي المزيد من الضغوط العسكرية الديبلوماسية و"المالية" على لبنان والعسكرية، ولتمرير الوقت بانتظار تطوّرات الإقليم؟


من الواضح اليوم، تقول المصادر المعنيّة، إن التفاوض مع إسرائيل، بمعزل عمّا إذا كان جلوساً على طاولة واحدة "ومن دون كلام مباشر"، أو تفاوض غير مباشر عبر جلوس كل جهة في غرفة منفصلة عن الآخر، لن يحقّق أهدافه، إلاّ بوجود الراعي الأميركي، القادر أولاً على تأمين الضمانات للفريقين المفاوضين بتنفيذ أي تفاهمات أو ترتيبات قد يتم التوصل إليها عبر التفاوض، وثانياً، الضغط على إسرائيل للإلتزام طالما أن لبنان أو الحزب سيلتزم بكل ما سيتم التوصل إليه، إذا حقّقت المفاوضات مطالبه بوقف الإعتداءات الأسرائيلية والإنسحاب من لبنان.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة