أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الإثنين، أن أيام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في الحكم "باتت معدودة"، في إشارة إلى تصاعد الضغوط السياسية والعسكرية التي تمارسها واشنطن ضدّ كاراكاس.
وفي مقابلة مع برنامج "60 دقيقة" على شبكة "سي بي إس" الأميركية، قال ترامب ردًا على سؤالٍ حول ما إذا كانت الولايات المتحدة تعتزم شنّ حرب ضد فنزويلا: "أشكّ في ذلك، لا أعتقد ذلك"، مضيفًا، حين سُئل إن كانت أيام مادورو معدودة: "بإمكاني القول نعم، أعتقد ذلك، نعم."
وتتهم واشنطن حكومة مادورو بـ"تصدير المخدرات والعنف" إلى الأراضي الأميركية، معتبرةً أنّ النظام الفنزويلي حوّل البلاد إلى "دولة مخدرات" ودخل في شراكة مع عصابات كولومبية عبر ما يُعرف بـ "كارتل الشمس"، وهي شبكة يُزعم أنها تضمّ مسؤولين فنزويليين كبار.
وكان ترامب قد نفى الجمعة الماضية اتخاذ أيّ قرارٍ بشنّ ضربات عسكرية داخل فنزويلا في إطار الحملة التي تقودها بلاده ضد عصابات تهريب المخدرات في منطقة الكاريبي.
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست"، كشفت وثائق عن إعداد مادورو مسودة رسالة لطلب صواريخ ورادارات وطائرات متطورة من روسيا، وسط أنباء عن توسّل كاراكاس لموسكو وبكين للحصول على الدعم في ظل حشدٍ أميركي متزايد بالقرب من السواحل الفنزويلية.
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض، شدّد ترامب العقوبات على فنزويلا، ورفع قيمة المكافأة مقابل أيّ معلومات تؤدّي إلى اعتقال مادورو إلى 50 مليون دولار. كما ضاعفت واشنطن وجودها العسكري في منطقة الكاريبي، ونشرت أكبر حاملة طائرات في العالم على مقربة من السواحل الفنزويلية، إضافة إلى سفينة حربية أميركية مزوّدة بصواريخ قبالة عاصمة ترينيداد وتوباغو، على بعد نحو عشرة كيلومترات من فنزويلا.
في المقابل، رفض مادورو مزاعم واشنطن، وقال في تصريحاته السبت: "فنزويلا بريئة، وما يجري ضدّنا لا يخدم سوى تبرير حربٍ لتغيير النظام وسرقة ثروتنا النفطية الهائلة."
كما اتّهم الولايات المتحدة بـ"اختلاق حرب" ضد بلاده، محذّرًا من أي تدخّلٍ عسكري أميركي مباشر، فيما تتحدث تقارير عن عمليات بحرية أميركية ضد قوارب يُشتبه في تهريبها المخدرات، أسفرت حتى الآن عن مقتل عشرات الأشخاص.
ويأتي هذا التصعيد في ظلّ تصاعد الانتقادات لسياسات ترامب تجاه أميركا اللاتينية، خاصة أنّ الإدارة الأميركية لم تستند في البداية إلى أيّ أساس قانوني واضح لتبرير تلك الإجراءات.
وقال مادورو، خلال اجتماعٍ للبرلمانيين من منطقة الكاريبي الكبرى في كاراكاس: "كفى تهديدات، كفى فاشية... نحن نملك أكبر احتياطي نفطي في العالم، ورابع أكبر احتياطي غاز، وهذا ما يجعلنا هدفًا دائماً لواشنطن."
الـــمــــزيــــــــــد
