تستعد الهند لإبرام صفقة ضخمة مع إسرائيل تقدر قيمتها بنحو مليار دولار، تشمل شراء ست طائرات مدنية من طراز "بوينغ 767" سيتم تحويلها في إسرائيل إلى طائرات تزويد بالوقود جواً لصالح سلاح الجو الهندي. وتأتي هذه الخطوة بعد المواجهات الأخيرة مع باكستان، التي أظهرت للنيودلهي الحاجة الملحة لتحديث أسطولها الجوي وتعزيز قدراتها على تنفيذ مهام بعيدة المدى.
وبحسب ما كشفته تقارير هندية، فإن الصناعات الجوية الإسرائيلية هي الشركة الوحيدة التي استوفت شروط المناقصة التي أطلقتها الهند لتحديث أسطول التزويد بالوقود، وتبلغ قيمة العقد نحو 900 مليون دولار. ومن المقرر أن تتعاون الشركة الإسرائيلية مع شركة HAL الهندية، التي ستحصل على ما يقارب 30% من حجم الأعمال، بما يتماشى مع سياسة رئيس الوزراء ناريندرا مودي الرامية إلى تعزيز الإنتاج المحلي ونقل التكنولوجيا الدفاعية إلى الشركات الوطنية.
تعتزم الهند استبدال طائرات التزويد الروسية القديمة من طراز "إليوشين 76" التي تواجه مشكلات تقنية وصعوبات في الصيانة، بطائرات جديدة أكثر كفاءة وأقل تكلفة، عبر إعادة تأهيل طائرات ركاب وتحويلها إلى منصات تزويد وقود عسكرية. هذه الخطوة ستمنح سلاح الجو الهندي قدرة على إبقاء مقاتلاته في الجو لفترات أطول والوصول إلى أهداف بعيدة خارج نطاق طيرانها الطبيعي، ما يرفع من قدرته الاستراتيجية في مواجهة الخصوم الإقليميين، وعلى رأسهم باكستان.
وكانت الصناعات الجوية الإسرائيلية قد نفذت مشاريع مشابهة سابقاً، منها تحويل طائرات مماثلة لصالح كولومبيا، كما فازت بمناقصة لم تُستكمل لتزويد البرازيل بطائرات من النوع ذاته. وتعمل الشركة أيضاً على تطوير نماذج متعددة الاستخدامات من طراز "767"، سواء لنقل البضائع أو كطائرات تنفيذية، مثل تلك المخصصة لاستخدام رئيس الوزراء الإسرائيلي.
تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل نفسها استبدلت مؤخراً طائرات التزويد القديمة من طراز "بوينغ 707" التي استخدمت منذ ثمانينيات القرن الماضي، بطائرات جديدة من نوع "767" يتم بناؤها مباشرة بتصميم خاص للتزود الجوي بالوقود، وهي الصفقة التي بلغت قيمتها نحو 1.4 مليار دولار. ويبدو أن التجربة الإسرائيلية الناجحة في هذا المجال ساهمت في ترجيح كفة الصناعات الجوية الإسرائيلية في المناقصة الهندية، ما يعزز مكانتها كمورد أساسي للتقنيات العسكرية المتقدمة في آسيا.
الـــمــــزيــــــــــد
