اعتقلت الشرطة الإسرائيلية فجر اليوم الإثنين، رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال "الهستدروت" أرنون بار دافيد وزوجته، إلى جانب عددٍ من الشخصيات البارزة في مؤسسات عامة وسلطات محلية، في إطار تحقيق واسع في قضية فساد تتعلّق بتلقي وتقديم رشاوى داخل الاتحاد.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنّ الاعتقالات جاءت ضمن حملة موسّعة استهدفت قيادة "الهستدروت"، شملت مداهمات لمكاتب رئيس الاتحاد وأقسامه الإدارية، حيث تمّ التحقيق مع المئات من الموظفين. وأشارت الصحيفة إلى أنّ القضية تتمحور حول شبهات بتعيين مقرّبين في مناصب مركزية داخل الاتحاد مقابل منافع مالية.
من جانبها، أفادت صحيفة "يسرائيل هيوم" بأنّ الشرطة نفّذت عملية مداهمة فجراً لمكاتب الهستدروت، أسفرت عن توقيف بار دافيد وزوجته، إلى جانب عدد من المسؤولين المحليين بينهم رئيس بلدية.
وبحسب وسائل إعلام عبرية، قادت وحدة التحقيقات الخاصة "لاهاف 433" العملية عند الساعة السادسة صباحًا، وتمّ خلالها توقيف مسؤولين رفيعي المستوى يخضعون مع عشرات آخرين للتحقيق في شبهات تلقي امتيازات مالية غير قانونية وتبادل منافع ووظائف مقابل خدمات.
وتشير التقديرات إلى أنّ نطاق التحقيق يتّسع بشكل متسارع، إذ يُتوقّع أن يتم استجواب نحو 350 شخصًا، بينهم رؤساء بلديات ومسؤولون كبار في السلطات المحلية والمنظمات العامة.
وكشفت التحقيقات الأولية عن تورّط رجل أعمال في إدارة شبكة فساد منظّمة داخل "الهستدروت"، تقوم على مبدأ “العطاء والأخذ”، من خلال تقديم خدمات وتعيينات مقابل منافع مالية وشخصية لمسؤولين في الاتحاد.
وأظهرت التحقيقات أنّ هذا الرجل عيّن مقرّبين منه كرؤساء لجان في مجالات مختلفة داخل السلطات المحلية والشركات العامة والحكومية، وضمّهم إلى مجالس إدارات عدّة شركات، في إطار شبكة نفوذ هدفت إلى توسيع مصالحه داخل مؤسسات الدولة.
وتُعدّ هذه القضية، وفق وسائل إعلام عبرية، من أكبر فضائح الفساد التي تضرب المؤسسة العمالية الإسرائيلية في السنوات الأخيرة، وسط توقّعات بأن تتوسّع دائرة التحقيقات خلال الأيام المقبلة لتشمل أسماء إضافية من كبار المسؤولين في الهستدروت والمؤسسات المتعاونة معها.