المحلية

BBC
الأربعاء 05 تشرين الثاني 2025 - 10:03 BBC
BBC

الوساطة المصرية على خط النار اللبناني – الإسرائيلي... هل تملك القاهرة مفاتيح التهدئة؟

الوساطة المصرية على خط النار اللبناني – الإسرائيلي... هل تملك القاهرة مفاتيح التهدئة؟

تسارعت وتيرة التحركات الدبلوماسية المصرية في محاولة لاحتواء الأزمة المتصاعدة بين لبنان وإسرائيل، عقب التوصل إلى هدنة في قطاع غزة وعقد "قمة شرم الشيخ للسلام"، وسط مخاوف من توسّع دائرة التصعيد على الجبهة اللبنانية.


وفي هذا الإطار، شهدت القاهرة وبيروت سلسلة من اللقاءات البارزة؛ إذ التقى رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي نظيره اللبناني نواف سلام في القاهرة الأحد الماضي، في ختام أعمال اللجنة المصرية – اللبنانية المشتركة في دورتها العاشرة بعد توقف دام ست سنوات.


وخلال المؤتمر الصحافي المشترك، شدد مدبولي على ضرورة إنهاء الأزمة بين لبنان وإسرائيل وضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب.


بالتوازي، زار رئيس المخابرات المصرية حسن رشاد بيروت، حيث التقى الرئيس جوزاف عون وعددًا من كبار المسؤولين، وبحث معهم الأوضاع في الجنوب وإمكانية توسيع اتفاق شرم الشيخ ليشمل لبنان.


ووفق بيان صادر عن رئاسة الجمهورية، أعلن رشاد استعداد مصر "للمساهمة في تثبيت الاستقرار في الجنوب وإنهاء الوضع الأمني المضطرب فيه".


وخلال الاجتماعات، طرحت القاهرة ما يُعرف بـ "المبادرة المصرية" لحل الأزمة اللبنانية – الإسرائيلية، بمشاركة أطراف من الولايات المتحدة وإسرائيل ولبنان.


وتهدف المبادرة إلى تسوية شاملة للأزمة وتثبيت وقف إطلاق النار، مع انسحاب القوات الإسرائيلية من خمس نقاط في الجنوب اللبناني، وفق مصادر دبلوماسية مصرية تحدثت إلى "بي بي سي".


من جهته، أكد الكاتب المصري أشرف العشري، الكاتب في جريدة الأهرام، أن المبادرة "طرحها الجانب المصري عن طريق رئيس المخابرات المصري على الرئيس اللبناني جوزاف عون وكبار المسؤولين في لبنان، بمن فيهم رئيس الوزراء نواف سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري"، مشيرًا إلى أن الجانب اللبناني "طلب بعض الوقت لدراسة تفاصيل هذه المبادرة والتعاطي معها".


من أبرز ملامح المبادرة، وفق الكاتب المصري والمصادر الدبلوماسية، أنها تسعى إلى وقف كامل لأي اعتداءات إسرائيلية أو خروقات للأراضي اللبنانية بمجرد دخول الاتفاق حيّز التنفيذ، على أن يتزامن ذلك مع انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية عقب إعلان رسمي من بيروت بسحب سلاح حزب الله وإعادة انتشار الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني.


وأوضح الكاتب المصري أن القاهرة تنسّق مع الجانبين الإسرائيلي والأميركي لضمان تحقيق تقدم في هذا المسار، في ظل استمرار التصعيد الإسرائيلي الذي يعقّد فرص الإعلان الرسمي عن المبادرة حاليًا.


أعلنت الرئاسة في بيان عقب الزيارة المصرية، أنها "ترحب بالدعم الذي تقدّمه مصر وأي جهد مصري للمساعدة في وقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وإعادة الاستقرار إلى ربوعه".


وفي المقابل، أشار الكاتب المصري إلى أن إسرائيل لم تُبدِ حتى الآن أي موقف رسمي من المبادرة، مفضّلة المفاوضات المباشرة مع لبنان، ومطالبة بإقامة منطقة عازلة بعمق 10 كيلومترات في الجنوب.


من جهة أخرى، أضاف العشري أن هناك "رغبة لبنانية واضحة في أن يكون لمصر دور فعّال في حل الأزمة، خاصة أن القاهرة يمكن أن تقدّم ضمانات عن الجانب الإسرائيلي"، كاشفًا أنّ القاهرة حصلت على الضوء الأخضر من واشنطن، كما وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الوساطة المصرية خلال زيارة رئيس المخابرات المصري إلى تل أبيب قبل ثلاثة أسابيع.


واعتبر العشري أن "الجانب المصري يمتلك علاقات مباشرة مع إسرائيل تمكّنه من ضمان التزامها بأي تعهدات مستقبلية".


تواجه الوساطة المصرية عقبتين رئيسيتين أمام نجاحها، تتمثلان في تسليم سلاح حزب الله وانسحابه من جنوب نهر الليطاني، وانسحاب القوات الإسرائيلية من الجنوب.


وأوضح الكاتب المصري أن القاهرة "تجري اتصالات دائمة مع الجانب الإيراني عبر وزيري الخارجية، لمحاولة الضغط على حزب الله لإقناعه بالتعاطي بإيجابية مع الحلول المطروحة، خشية أن يتعرض لبنان لقصف أوسع في الفترة المقبلة كما يتوعد كبار القادة الإسرائيليين".


تأتي هذه التحركات في وقت تدرس فيه إسرائيل زيادة وتيرة الضربات العسكرية على الأراضي اللبنانية، وسط قلق أميركي من ردّ فعل الحكومة على التصعيد.


وكان الرئيس جوزاف عون قد طلب، الخميس الماضي، من الجيش "التصدي لأي توغل إسرائيلي"، بعد مقتل موظف بلدي في قرية حدودية جنوب البلاد بنيران قوة إسرائيلية.


وتؤكد القاهرة مرارًا رفضها الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب، مشددة على دعمها الكامل لبيروت في مواجهة التصعيد، وسط ترقب دولي لاحتمال تفعيل المبادرة المصرية كمسار دبلوماسي جديد لاحتواء الأزمة اللبنانية – الإسرائيلية.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة