نفّذت جماعة الحوثي حملة اقتحامات جديدة استهدفت، مساء أمس الثلاثاء، مقرات خمس منظمات دولية وإنسانية في العاصمة صنعاء، واحتجزت عدداً من موظفيها، كما نهبت أصولاً ووثائق مهمة، في تصعيد خطير ضد أنشطة العمل الإنساني في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وأفادت مصادر محلية وإعلامية متطابقة أن عناصر حوثية مسلّحة داهمت بشكل متزامن مقرات منظمات: "أطباء بلا حدود" (MSF)، "الإغاثة الإسلامية العالمية" (Islamic Relief Worldwide)، "العمل ضد الجوع" (Action Against Hunger)، "هيومن أبيل" (Human Appeal)، و**"أكتد" (ACTED)** الفرنسية.
وأوضحت المصادر أن المسلحين الحوثيين تمركزوا داخل مقر منظمة "أطباء بلا حدود" واحتجزوا عدداً من الموظفين داخل المبنى، كما صادروا أصولاً ووثائق مهمة من مقر منظمة "الإغاثة الإسلامية العالمية" الواقع في شارع حدة وسط صنعاء، في حين لا يزالون متمركزين في عدد من المقرات التي تمت مداهمتها.
وتأتي هذه الحملة ضمن تصعيد متزايد ضد المنظمات الدولية العاملة في اليمن، حيث لا يزال الحوثيون يعتقلون 59 موظفاً تابعين لمنظمات الأمم المتحدة، موجّهين إليهم اتهامات بالتجسس لصالح دول معادية.
وحذّرت مصادر حقوقية وأممية من أن استمرار هذه الممارسات سيؤدي إلى تعطيل عمل المنظمات الإنسانية ويهدد تدفق المساعدات إلى ملايين المحتاجين، في وقت يعيش فيه اليمن واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وكانت الأمم المتحدة قد نبّهت، في وقت سابق، إلى أن تصاعد الانتهاكات بحق المنظمات يخلق "بيئة عمل معقدة وغير آمنة"، قد تهدد استمرارية عمليات الإغاثة في اليمن وتزيد من تفاقم المعاناة الإنسانية في البلاد.