اقليمي ودولي

ليبانون ديبايت
الأربعاء 05 تشرين الثاني 2025 - 15:53 ليبانون ديبايت
ليبانون ديبايت

العراق مع استحقاقه الأهم الأسبوع المقبل... إستطلاعات الرأي ترجح الفوز للسوداني!

العراق مع استحقاقه الأهم الأسبوع المقبل... إستطلاعات الرأي ترجح الفوز للسوداني!

"ليبانون ديبايت"

العراق على موعد في النصف الأول من الشهر الحالي مع انتخابات برلمانية، حيث أكملت جميع استعداداتها الفنية واللوجستية، إذ إن نحو 95% من الناخبين الذين حدّثوا بياناتهم قد استلموا بطاقاتهم البيومترية. فكيف يبدو المشهد قبل الانتخابات؟ ومن من القوى السياسية سيتمكن من الحصول على الأغلبية مع مقاطعة بعض القوى لهذه الانتخابات؟

في هذا الإطار، لا يُخفي الكاتب والمحلل السياسي توفيق شومان، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أهمية هذه الانتخابات، إن على الصعيد الداخلي العراقي أو على المستوى الإقليمي.


ويقول: هي الانتخابات السادسة في العراق بعد عام 2003، والعملية السياسية الجديدة التي بدأت عقب إسقاط نظام صدام حسين، حيث سيقوم ما يقارب 30 مليون ناخب عراقي، موزّعين على مساحة تبلغ نحو نصف مليون كيلومتر مربع، بالاقتراع، في بلد يشكّل الشباب أكثر من نصف سكانه.


لذلك يرى أن آمالًا كبيرة تُعلّق على نتائج العملية الانتخابية المقبلة، سواء على المستوى الشعبي الداخلي العراقي أو على المستويين الإقليمي والدولي. فعلى الصعيد الشعبي العراقي، يشير إلى أنه يكاد يكون هناك إجماع تقريبًا على أنّ السنوات الأربع الماضية كانت الأكثر ازدهارًا وإعمارًا وإنجازًا، والبناء وتحسين الخدمات العامة، لا سيّما في الخدمات الكهربائية والبنى التحتية، إضافةً إلى تحسّن القدرة على إدارة ميزانية الدولة ورفعها إلى ما يتعدى الـ145 مليار دولار سنويًا، ما ترك أثرًا إيجابيًا واضحًا على الطبقة الشعبية وعلى الناخب العراقي.


ولا ينسى أن يتناول حالة الاستقرار الأمني التي شهدها العراق خلال السنوات الأربع الأخيرة، وهو ما أكدته دراسات وتقارير عدة صادرة عن مؤسسات دولية مثل مؤسسة "غالوب" الأمريكية، و"المجلس الأطلسي" الأميركي، وصحيفة “دايلي صباح” التركية، وصحيفة “لوموند” الفرنسية، وغيرها من الجهات البحثية التي أجرت دراسات ميدانية حول الاستقرار في العراق.


ووفق هذه الاستطلاعات، يتوقع أن تميل الكتلة الناخبة الأكبر في العراق إلى منح ثقتها مجددًا لرئيس الحكومة الحالي محمد شياع السوداني، استنادًا إلى حالة الاستقرار الاجتماعي والخدماتي، إضافةً إلى ضبط العلاقات على المستوى الإقليمي.


وعلى المستوى الإقليمي، يسترجع شومان ما يُقال دائمًا عن أن العراق يشهد نوعًا من “المساكنة” السياسية بين الإيراني والأميركي، وأن السوداني استطاع أن يضبط هذه العلاقة بتوازن، بالإضافة إلى تمسكه بالقضايا الوطنية والقومية التي تشكّل جزءًا أساسيًا من الثقافة الفردية والجماعية العراقية.


وفي هذا السياق، يعطي أمثلة عن مواقف للرئيس السوداني، فعندما شارك في مؤتمر شرم الشيخ في الثالث عشر من تشرين الأول الماضي، رفض حضور القمة إلى جانب رئيس حكومة العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهذا الأمر سُجّل لصالحه على المستوى الداخلي، كما أنّ موقفه من قضية الحشد الشعبي يُعدّ لافتًا، إذ يؤكد الرئيس السوداني أنّ وجود الحشد مرتبط بوجود القوات الأمريكية، وبالتالي لا يمكن المسّ به قبل معالجة هذا الوجود.


وبصورة عامة، يعتبر شومان أن السوداني يمتلك قدرة واضحة على ضبط التوازنات الداخلية كما التوازنات الخارجية، مما ينعكس استقرارًا أمنيًا واجتماعيًا على العراق. وهذه هي الصورة العامة للمشهد الانتخابي العراقي قبيل الانتخابات المقرّرة في الحادي عشر من هذا الشهر، أي خلال الأسبوع المقبل.


أما على مستوى انعكاس نتائج هذه الانتخابات على العلاقة مع لبنان واحتمال تطويرها، فيرى أن العلاقات أكثر من طبيعية بين البلدين، ففي زمن الشحّ النفطي مدّ العراق يده فمدّه بالطاقة اللازمة بعقود آجلة في السنوات الثلاث الماضية، مذكّرًا بزيارة وزير العمل إلى العراق، إضافةً إلى مشاريع واعدة مع وزارة الطاقة اللبنانية، لكنه ينتقد العلاقات الخارجية اللبنانية، ليس مع العراق فحسب، بل مع معظم الدول العربية، بحيث تبدو غير "مرسّمة" بصورة واضحة حتى تستقيم العلاقة مع معظم الدول العربية والإقليمية على حد سواء، ووفق معلوماته، كان هناك أكثر من مشروع ورؤية لترتيب هذه العلاقات، منها ما يتعلق بأن يقدّم لبنان خدماته الاستشفائية للعراقيين، على أن يُصار إلى توقيع اتفاقيات رسمية في هذا الشأن.


ويعتقد شومان أن الأمور اليوم تتجه نحو توسيع العلاقات بين البلدين على المستويين الاقتصادي والسياسي، بل وحتى على المستوى السياحي أيضًا. فهذه المسارات الثلاثة مجتمعة يمكن أن تفتح برامج وآفاقًا جديدة للعلاقة، وتُسهم في توسيع التعاون بين لبنان والعراق.


ويذكر بأنّ العلاقة بين البلدين تاريخيًا كانت وثيقة جدًا، فخلال الخمسينيات والستينيات، كان العراقيون يشكّلون النسبة الأكبر من المصطافين العرب في لبنان، بل إنّ الآلاف منهم كانوا يمتلكون منازل في بيروت. ويختم شومان بالقول: "أعتقد أنّ المسار الحالي يعيد الأمور إلى هذا الاتجاه الإيجابي، أي نحو انفتاح اقتصادي وسياحي وسياسي متجدد بين لبنان والعراق".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة