قال مسؤول إسرائيلي رفيع في حديث لقناة "الحدث" السعودية، اليوم الأربعاء، إنّ إسرائيل لا تسعى إلى إشعال حرب في لبنان، لكنها "لن تتردد في التحرك إذا استدعت الضرورة"، مشيرًا إلى أنّ حزب الله يعيد تمركزه في جنوب لبنان بطريقة تُنذر بخطر مواجهة جديدة.
وأوضح المسؤول أنّ هناك تراخيًا واضحًا في عملية جمع السلاح في الجنوب، ما يُبقي إمكانية التصعيد قائمة في أي لحظة، مضيفًا أنّ تل أبيب ترحب بأي مفاوضات مع لبنان شرط ألا تكون مشروطة أو مسبوقة بمقدمات.
وأشار إلى أنّ الاتفاقيات القائمة تمنح إسرائيل حرية استهداف أي جهة تشكّل تهديدًا مباشرًا لأمنها، من دون الحاجة إلى الرجوع إلى لجان دولية أو وساطات ميدانية، مؤكدًا أن "الرسالة الإسرائيلية واضحة: لا نسعى للتصعيد، لكنّ أمن إسرائيل القومي خط أحمر، وسنستخدم كل الوسائل المتاحة لحماية مواطنينا وردع أعدائنا".
وتأتي هذه التصريحات في ظل تحذيرات إسرائيلية متزايدة من تعاظم قوة حزب الله. فقد كشفت قناة "13" العبرية أنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عقد اجتماعًا أمنيًا خاصًا عُرضت خلاله تقارير استخباراتية تفيد بأنّ الحزب يواصل التسلح، ويعيد بناء قواعده في جنوب لبنان، ويهرّب صواريخ قصيرة المدى من سوريا.
وبحسب التقارير، يعمل الحزب على ترميم منشآت مدمرة وتجنيد عناصر محلية في القرى الجنوبية، فيما تواصل إسرائيل اجتماعاتها الأمنية لمناقشة التوتر المتصاعد على الحدود الشمالية.
وفي السياق نفسه، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن الموفد الأميركي توم باراك أنه وجّه إنذارًا مباشرًا للجيش اللبناني، مانحًا إياه مهلة حتى نهاية تشرين الثاني لتغيير الواقع الميداني في الجنوب، محذرًا من أنّه "في حال لم يطرأ أي تغيير ملموس، فإن إسرائيل ستكون حرة في استئناف الهجمات، والولايات المتحدة ستتفهم ذلك".
كما كشفت التقارير عن استعداد الجيش الإسرائيلي لاحتمال اندلاع جولة قتال قصيرة مع حزب الله تمتدّ لعدة أيام، في محاولة لفرض واقع ميداني جديد بالضغط العسكري والدبلوماسي.
وحذّر مراقبون عسكريون إسرائيليون من أنّ التباطؤ في تنفيذ بنود الاتفاقيات الخاصة بجمع السلاح في الجنوب قد يُتيح للحزب الحفاظ على قدراته العسكرية، ما يهدد بتفجير مواجهة جديدة في أي لحظة.