ويرى ملاعب، في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، أن "ما يجري على الأرض اليوم هو استمرار للتصعيد الإسرائيلي ورفض لأي تفاوض وفق الصيغة التي طرحها لبنان، ويترافق ذلك مع تهويل إعلامي واضح، سواء من الإعلام الإسرائيلي أو بعض الإعلام اللبناني".
ويؤكّد ملاعب أن "لبنان يمتلك سيادة كاملة واستراتيجية أمن قومي أعلنها فخامة رئيس الجمهورية، وسيتم تنفيذها على الأرض، شاء من شاء وأبى من أبى، ولن يكون هناك أي استدراج لحرب أو اقتتال داخلي ما دامت الحكومة متماسكة والهدف واضح ومشترك بين مكوناتها، حتى حزب الله الذي يشارك في الحكومة، وافق على البيان الوزاري الذي أكد على هذا النهج"
ويقول: "نحن نراقب تحركات العدو الإسرائيلي، فهو يحاول إطلاق النار قرب مواقع الجيش اللبناني لإزعاجه واستفزازه، لكن الجيش، عندما يتلقى التعليمات من فخامة رئيس الجمهورية، يبدأ فورًا بتنفيذها والتمركز ميدانيًا أمام أي محاولات للتوغل، حتى لو كانت بالقوة".
ويضيف: "يجب التذكير بأن الموقف أحيانًا أهم من السلاح نفسه، فموقف الرئاسة اللبنانية المدعوم من الحكومة ومجلس النواب، بتكليف الجيش بالتصدي لأي توغل إسرائيلي، هو موقف وطني ثابت ومهم جدًا، حتى في ظل غياب التكافؤ العسكري بين الجيش اللبناني والعدو الإسرائيلي، وإذا عدنا بالذاكرة إلى العام 1958، حين كان الرئيس كميل شمعون في الحكم وانضم لبنان إلى حلف بغداد، استقدم الأسطول السادس الأميركي إلى لبنان، لكن قائد الجيش آنذاك، اللواء فؤاد شهاب، اتخذ موقفًا وطنيًا شجاعًا، فأرسل كتيبة من الجيش اللبناني إلى تلال الدامور وأطلقت نيرانها التحذيرية على الأسطول، في رسالة واضحة مفادها أن لبنان يرفض أي تدخل أجنبي على أراضيه، وكانت تلك الطلقات رمزًا لموقف وطني مبدئي يعبر عن سيادة القرار اللبناني".
ويتابع: "اليوم، يستعيد رئيس الجمهورية هذا الموقف ذاته من خلال قراره الواضح، أي توغل إسرائيلي سيُواجَه ويُصدّ، هذا موقف سياسي سيادي بامتياز، يعيد تثبيت أن الدفاع عن الأرض اللبنانية هو حصراً بيد الشرعية اللبنانية، حتى إذا دخل حزب الله حرب الإسناد من دون العودة إلى الدولة اللبنانية، فإن حماية الأرض تبقى مسؤولية الدولة وحدها، وهي خط أحمر يجب على الجميع الالتفاف حوله، ومن هنا، من الضروري أن تلتف كل القوى اللبنانية حول فخامة الرئيس، وألا تنجرّ إلى انتقادات غير بنّاءة تُضعف الموقف الوطني وتضرّ بالوحدة الوطنية".
أما في ما يتعلق بالضربات الإسرائيلية الأخيرة، فيلفت ملاعب إلى أنها "حملت رسالتين واضحتين، الأولى، استهداف القرى الجنوبية ومنازل المدنيين والورش ومقالع الحجارة وشاحنات الإعمار، بهدف إزعاج الأهالي وإرباك البيئة الجنوبية ومنع عودة السكان إلى قراهم، أي رسالة واضحة "لا راحة في العودة إلى الجنوب حالياً"، أما الرسالة الثانية، فهي موجهة إلى الدولة اللبنانية ومؤسساتها العسكرية، فإسرائيل من خلال هذا التصعيد تحاول الإيحاء بأن الجيش اللبناني لا يقوم بمهامه في الجنوب، في حين أن الواقع معاكس تمامًا، فالجيش موجود ويؤدي واجباته وفق الخطط الموضوعة وتحت إشراف القيادة الشرعية. الاجتماع الذي عقدته الحكومة بالأمس بحضور قيادة الجيش يؤكد أن الدولة اللبنانية تتحمل مسؤولياتها الكاملة في الجنوب، وترفض أي محاولات لإضعاف دور الجيش أو التشكيك في حضوره الميداني".