بعد شطبه من قائمة الإرهاب... الشرع يعقد قمة تاريخية مع ترامب

يعقد الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم، محادثات غير مسبوقة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، في خطوة تُعدّ الأولى من نوعها منذ استقلال سوريا عام 1946، وذلك بعد أيام على شطب اسمه من قائمة الإرهاب الأميركية.

ويُعتبر الشرع، الذي قاد ومعه فصائل عسكرية الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في 8 كانون الأول الماضي، أول رئيس سوري تطأ قدماه البيت الأبيض، في ما يصفه مراقبون بأنه منعطف استراتيجي في العلاقات السورية – الأميركية.

وبعد وصوله إلى واشنطن، عقد الشرع اجتماعًا مع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا، لبحث إمكان تقديم دعم مالي وتقني لمساعدة سوريا في مرحلة إعادة الإعمار بعد أكثر من 13 عامًا من الحرب، كما التقى ممثلين عن منظمات سورية – أميركية عاملة في الشأن الإنساني والاقتصادي.

وفي السياق، نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر دبلوماسي في دمشق قوله إنّ الولايات المتحدة تعتزم إنشاء قاعدة عسكرية قرب العاصمة السورية "لتنسيق المساعدات الإنسانية ومراقبة التطورات بين سوريا وإسرائيل".

كما أعلن المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم براك أنّ الشرع قد يوقّع اليوم اتفاقًا لانضمام سوريا إلى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الذي تقوده واشنطن، في إطار إعادة إدماج دمشق ضمن منظومة التعاون الأمني الدولي.

وكان التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة قد ألحق هزيمة عسكرية بتنظيم داعش عام 2019 بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تجري حاليًا مفاوضات للاندماج في الجيش السوري ضمن خطة توحيد القوى المسلحة.

وفي الداخل السوري، أعلنت وزارة الداخلية السبت تنفيذ 61 مداهمة أمنيّة واعتقال 71 شخصًا في "حملة استباقية لتحييد خطر تنظيم داعش"، مؤكدةً أنّ العمليات شملت حلب وإدلب وحماه وحمص ودير الزور والرقة ودمشق.

وتأتي هذه الزيارة بعد أن قادت واشنطن الأسبوع الماضي تصويتًا في مجلس الأمن لرفع العقوبات الأممية عن دمشق، تمهيدًا لإعادة إدماج سوريا في المنظومة الدولية.

من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية تومي بيغوت إنّ حكومة الشرع "تعاونت مع واشنطن في العثور على الأميركيين المفقودين والتخلّص من أي أسلحة كيميائية متبقية"، مشيرًا إلى أن هذه الخطوات "تُعدّ اعترافًا بالتقدّم الذي حققته القيادة السورية بعد رحيل نظام الأسد".

يُذكر أنّ البنك الدولي قدّر تكلفة إعادة إعمار سوريا بأكثر من 216 مليار دولار، فيما تسعى دمشق إلى تأمين تمويلات دولية واسعة لإعادة النهوض بالاقتصاد والبنى التحتية.