"ليبانون ديبايت"
خرج خطاب وفد الخزانة الأميركية في بيروت عن السياق المالي في لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين، ليطرح ملف سلاح "حزب الله" بالتوازي مع الإصلاحات المالية الضرورية لوضع حدّ للإقتصاد النقدي والتزام لبنان بالمعايير الدولية. وعليه، فإن العنوان الذي تضعه مصادر إقتصادية مطلعة على زيارة الوفد الأميركي الرفيع، هو "التهديد المباشر" للبنان، والذي بدا جلياً منذ اللحظة الأولى، رغم أن غياب التصريحات حمل بحدّ ذاته موقفاً من كل ما يتردّد حول موقف الخزانة الأميركية من الأداء المالي والنقدي الرسمي اللبناني.
وتقرّ المصادر الإقتصادية، رداً على سؤال ل"ليبانون ديبايت" عن التوقيت الذي تزامنت فيها زيارة الوفد الأميركي، مع تصعيدٍ إسرائيلي وتهديدات بتجدّد الحرب الإسرائيلية على لبنان، بأنه لا يمكن الفصل ما بين الملفين المالي والسياسي، ذلك أن المتابعة الأميركية تشمل مجمل تفاصيل الوضع اللبناني، وكل ما يتعلق بواقع الإقتصاد "الكاش" الذي تضعه واشنطن في دائرة الإتهام بتسهيل عمليات تمويل "حزب الله" من قبل إيران وعبر عدة قنوات وشركات ومؤسّسات مالية محلية ومصارف إقليمية.
وتقول الأوساط، إنه من حيث الشكل، فقد ارتدّت جولة وفد الخزانة الأميركية طابع الإطلاع على الإصلاحات المتّخذة في سياق معالجة تداعيات أزمة الإنهيار المالي في العام 2019، وإعادة هيكلة القطاع المصرفي وما تحقّق على مستوى رفع السرية المصرفية وإجراءات مكافحة الإقتصاد النقدي الذي يشكّل بيئةً مناسبة لتبييض الأموال.
إنما في المضمون، تشير هذه الأوساط، إلى تقييم دقيق لما قامت به الحكومة، والذي لا تزال تعتبره الإدارة الأميركية "إجراءات ناقصة" لا تتناسب مع الإتجاهات الأميركية التي تركز على قطع كل طرق الإمداد للحزب، سواء عبر البرّ أو عبر البحر أو عبر التحويلات من عواصم إقليمية.
ويشار إلى أن المحطة اللبنانية هي من ضمن الجولة التي تشمل تركيا والإمارات وإسرائيل، حيث كان تحدث عن أهدافها وكيل الخزانة لشؤون الإرهاب والإستخبارات المالية جون هيرلي، إذ اختصرها بالتخلّص من سيطرة إيران على لبنان عبر تمويل الحزب.