"Red TV"
في مشهدٍ صادمٍ أشعل الغضب في الشارع اللبناني، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يوثّق اعتداءً عنيفًا على شابٍ سوري من آل برجا، في حادثةٍ تحوّلت خلال ساعات إلى قضية رأي عام شغلت اللبنانيين والمجموعات التربوية والأهلية.
لكن خلف هذا الفيديو المروّع، تفاصيل كثيرة تكشف رواية مختلفة لما جرى.
بحسب المعلومات التي حصل عليها "ريد تي في"، فإن الاعتداء نفّذه المراهق مالك حمد، نجل مستشار رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، بلال حمد، بمشاركة شخصٍ يُدعى إبراهيم الميري، الذي أُرسل إلى المكان بعد اتصال طارئ من مالك بوالده، فيما تولّى أحد زملاء مالك من آل مراد تصوير الحادثة.
ورغم ما تم تداوله بأن الحادثة وقعت داخل المدرسة أو أن المعتدى عليه طالب فيها، تؤكد المعلومات أن ذلك غير صحيح.
ففي الثالث من تشرين الأول 2025، كان مالك برفقة عدد من أصدقائه في محلة البيال – واجهة بيروت البحرية – لممارسة رياضة الـ"سكوتر".
وهناك وقع إشكال مع الشاب السوري الذي كان يحمل جنزيرًا حديديًا، ما دفع مالك ورفاقه إلى الفرار، قبل أن يتصل بوالده طالبًا المساعدة.
بلال حمد أرسل حينها الميري إلى المكان لمعرفة ما جرى، إلا أنّ الأمور تطورت سريعًا إلى مشهد الضرب الذي وثّقه الفيديو المتداول.
ريد تي في تواصل مع والد مالك حمد لكشف الحقيقة الكاملة وهذا ما ادلى به.
الفيديو، وفق المعلومات، ليس حديثًا، بل تسرّب بعدما أرسله أحد المراهقين إلى مجموعة طلابية، لينتشر لاحقًا بشكل واسع بين الناس وعلى كل منصات التواصل.
القوى الأمنية باشرت تحقيقاتها سريعًا، فيما تشير المعلومات إلى أن إبراهيم الميري سلّم نفسه لشعبة المعلومات بعد تواصل مباشر مع بلال حمد.
وفي المقابل، تتابع إدارة المدرسة – الإنترناشونال كولدج بيروت – الموضوع بحذر بانتظار نتائج التحقيقات الرسمية.
أما اتحاد حماية الأحداث في لبنان، فقد تقدّم بشكوى رسمية لمتابعة القضية قانونيًا.
حتى الساعة، ما زالت التحقيقات جارية لتحديد المسؤوليات، وسط غضب شعبي وإعلامي واسع، بانتظار أن تكشف الجهات المختصة الحقيقة الكاملة وتُحاسب كل من يثبت تورطه في هذا الاعتداء.