أثار مقطع فيديو تمّ تداوله على نطاق واسع في تركيا موجة غضب واستنكار بعد أن وثّقت كاميرات المراقبة لحظة قيام مدير مدرسة إعدادية بدفع طالب مصاب بالتوحّد من على السلالم داخل المبنى المدرسي، في مشهدٍ وُصف بأنّه "جريمة تربوية وإنسانية كاملة الأركان".
الحادث وقع في مدرسة "رفيق بينار" الإعدادية بمنطقة تورغوتلو، التابعة لولاية مانيسا، حيث أظهر الفيديو المدير بكر غوجلو وهو يدفع التلميذ البالغ من العمر 13 عاماً بقوةٍ من على الدرج، قبل أن يبتعد عنه تاركاً الطفل يتألّم على الأرض من دون أن يقدّم له أي مساعدة.
وبحسب والدة الطفل، ديريا يافوز، فإن ابنها عاد إلى المنزل بمفرده بعد الحادث، وكانت ملابسه ممزّقة ومغطاة بالغبار، بينما كان يشكو من آلام شديدة في الرأس والذراع. وقالت الأم إنّها اكتشفت من ابنها نفسه أنّ المدير هو من دفعه عمداً، مؤكدة أنّها سبق وقدّمت شكاوى عدّة ضده بسبب تعنيفه المتكرر لطفلها من دون أن تتخذ السلطات التعليمية أي إجراء حازم.
المفاجأة الكبرى، وفق ما ذكرت وسائل إعلام تركية، أنّ وزارة التربية لم تُنهِ خدمات المدير المتورط، بل نقلته إلى مدرسة أخرى ليواصل عمله، رغم تقديم العائلة شكوى رسمية مدعّمة بتسجيلات الفيديو. هذا القرار أثار موجة انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالب مغرّدون بمحاسبته ومساءلة الجهات التي سمحت باستمراره في عمله.
في المقابل، أصدرت جمعية التضامن وحقوق المصابين بالتوحّد بياناً طالبت فيه بفتح تحقيق فوري ومحاسبة المدير، مشددةً على ضرورة تأمين حماية حقيقية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة داخل المدارس التركية.
كما دعت الجمعية إلى إطلاق برامج تدريب إلزامية للمعلمين والإداريين حول كيفية التعامل الإنساني والتربوي السليم مع الطلاب من ذوي الإعاقة، مؤكدة أن ما حدث “ليس حادثاً فردياً بل نتيجة غياب ثقافة الوعي والرقابة”.