تشهد مالي ارتفاعًا خطيرًا في عمليات اختطاف الأجانب خلال عام 2025، إذ سجّلت الفترة بين أيّار وتشرين الأول خطف أكثر من 22 أجنبيًا، أي ضعف العدد المسجّل في عام 2022، وفق محللين أمنيين.
وبحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، تتركز معظم عمليات الخطف على عمّال أجانب ومدنيين، وكان أحدثها اختطاف خمسة عمّال هنود قرب بلدة كوبري في غرب مالي أثناء عملهم في مشروع كهربائي. كما سجّلت عمليات أخرى شملت ثلاثة مصريين بينهم رجل أعمال، إضافة إلى مواطنين إماراتيين وإيرانيين أُفرج عنهم مقابل فدية وصلت إلى نحو 50 مليون دولار.
وتنفّذ "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" المرتبطة بتنظيم القاعدة هذه العمليات ضمن ما تسميه استراتيجية "الجهاد الاقتصادي"، الهادفة إلى تمويل نشاطاتها عبر فديات ضخمة، بالتوازي مع فرض حصار اقتصادي على العاصمة باماكو من خلال تعطيل إمدادات الوقود والمواد الأساسية. وكشفت مصادر أمنية أنّ التنظيم يسيطر على نحو 80% من إنتاج الذهب في إقليم كايس، ما يمنحه قدرة مالية ولوجستية واسعة.
وأثار هذا التصعيد موجة تحذيرات دولية، تزامنًا مع تشديد الإجراءات الأمنية في مالي ودعوات لإجلاء الأجانب بسبب تدهور الوضع الأمني. وتتواصل الجهود الإقليمية والدولية لاحتواء الأزمة التي تتفاقم سريعًا في مالي ومحيطها.