اقليمي ودولي

العربية
الجمعة 14 تشرين الثاني 2025 - 16:42 العربية
العربية

من هواية إلى مواجهة الصين… شابّان في العشرينات يقتحمان عالم "الدرونز"

من هواية إلى مواجهة الصين… شابّان في العشرينات يقتحمان عالم "الدرونز"

تحوّلت مغامرة شابين أميركيين في العشرينات من العمر، كانا يصنَعان طائرات مسيّرة في مرآب منزل أحد الوالدين، إلى واحدة من أسرع قصص الصعود في قطاع الصناعات الدفاعية الأميركية. فبعد أن رفض البنتاغون التعامل معهما قبل عامين فقط، أصبحت شركتهما الناشئة Neros اليوم ضمن الشركات المورّدة للجيش الأميركي في برنامج شراء الطائرات المسيّرة منخفضة التكلفة.


وقبل سنوات قليلة، حاول سورين مونرو–أندرسون وصديقه أولاف هيكوا إقناع وزارة الدفاع الأميركية بشراء نماذج أولية من الطائرات التي يطوّرانها. لكن الرد كان صارمًا: "لا يمكنكما دخول البنتاغون في سن الحادية والعشرين لبيع أنظمة أسلحة."

وبعد عامين فقط تغيّر المشهد بالكامل.


إذ اختار الجيش الأميركي طائرة Archer التي يصنّعها الشابّان ضمن برنامج يستهدف شراء 1000000 طائرة خلال الأعوام الثلاثة المقبلة. وتمكّنت الشركة في الوقت نفسه من جمع 121 مليون دولار من كبريات شركات الاستثمار، من بينها “سيكويا كابيتال”، إضافة إلى عقود بملايين الدولارات مع مشاة البحرية الأميركية، وصفقات لتزويد أوكرانيا بستة آلاف طائرة.


داخل البنتاغون، يرى مسؤولون في الابتكار الدفاعي أنّ الشابين أصبحا رمزًا لجيل جديد من مطوّري الدرونز، حتى إن بعضهم يصفهما بـ“الأولاد”، في إشارة إلى صغر سنّهما مقارنة بحجم التأثير، وفق صحيفة نيويورك تايمز.


تعود قصة انطلاقهما إلى عالم سباقات الطائرات المسيّرة، إذ كان مونرو–أندرسون بطلًا عالميًا في سباقات MultiGP، بينما كان هيكوا المهندس الذي يصنع لوحات التحكم يدويًا قبل شراء آلة إنتاج من الصين. ولم يلتحق أي منهما بالجامعة، بل كرّسا كامل سنوات المراهقة لشغف الطيران.


التحوّل الكبير جاء مع الحرب في أوكرانيا. ففي عام 2023، سافر الشابان إلى كييف ووزّعا طائراتهما على وحدات مقاتلة واستمعا لملاحظات الجنود. هناك قال لهما مسؤول أوكراني بارز إنّ من يريد دعم أوكرانيا يجب أن يمتلك قدرة إنتاج لا تقل عن 5000 طائرة شهريًا. تلك اللحظة كشفت لهما حجم الفجوة بين الصناعة الأميركية ونظيرتيها الروسية والصينية.


التحدي الأكبر كان بناء سلسلة إنتاج أميركية بالكامل خالية من أي مكوّن صيني، وهو شرط أساسي للتعامل مع الجيش الأميركي. فكل قطع الطائرات التي استخدماها سابقًا كانت تأتي من مدينة شنتشن الصينية: المراوح، الكاميرات، البطاريات، المحركات، وحتى أنظمة الاتصال. ولم يأخذ الموردون الأميركيون طلباتهما على محمل الجد، كما أن أسعار بعض الأنظمة الأميركية وصلت إلى 10 آلاف دولار مقابل 30 دولارًا لقطع صينية مشابهة، ما دفعهما إلى تصنيع معظم المكوّنات بأنفسهما داخل الولايات المتحدة.


وتعكس زيارة هيكوا الأخيرة إلى الصين عمق الفجوة الصناعية؛ إذ قصد مصانع تعامل معها سابقًا خلال سنوات السباقات، ليجد أنّ أحدها — الذي كان ورشة صغيرة — تحوّل إلى منشأة ضخمة تنتج 10 آلاف طائرة مسيّرة شهريًا للجيش الروسي.


استُقبل كـ“عميل قديم”، فيما لم يدرك العاملون هناك أنّه بات منافسًا في ساحة الحرب ذاتها. وقال بعد الزيارة: "هؤلاء كانوا أصدقائي… لكننا الآن على طرفين متقابلين من صراع مسلّح."


وأضاف: "نحن نصنع حوالى 2000 طائرة في الشهر… وهم يصنعون العدد نفسه في يومين."


ورغم أن مصنع Neros في كاليفورنيا يعمل بطاقته القصوى ويجمع نحو 2000 طائرة شهريًا بواسطة 20 تقنيًا، يدرك المؤسسان أن اللحاق بالإنتاج الروسي – الصيني يتطلب قفزة هائلة في القدرات.


لكن نجاحهما في جذب مستثمرين كبار، من بينهم بيتر ثيل، يشير إلى أن واشنطن ترى في مشروعهما بذرة صناعة دفاعية جديدة قادرة على تضييق الفجوة في سباق الدرونز العالمي.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة